حث النبي صلى الله عليه وسلم على إكرام الجار، وعلى عدم إيذائه، واحترام مشاعره وصيانة حقوقه.
ما حق الجار؟
وقد قال أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ما حق جاري؟ قال: " إن مرض عدته، وإن مات شيعته، وإن استقرضك أقرضته، وإن أعوز سترته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا ترفع بناءك فوق بنائه فتسد عليه الريح، ولا تؤذه بريح قدرك إلا أن غرف له منها" .
وكان للصحابي عبد الله بن سلام جار يؤذيه، وله قصة مشهورة في ذلك، وأنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: آذاني جاري، فقال: اصبر، ثم عاد إليه الثانية فقال: آذاني جاري، فقال: اصبر ثم عاد الثالثة، فقال: آذاني جاري.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "اعتمد إلى متاعك فاقذفه في الطريق، فإذا أتى عليك آت فقل: آذاني جاري، فتحقق عليه اللعنة. قال صلى الله عليه وسلم :من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت".
اقرأ أيضا:
موقف مؤثر بين النبي والسيدة فاطمة.. ماذا قالت عنها السيدة عائشة؟لا يصحبنا اليوم من آذى جاره
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال: لا يصحبنا اليوم من آذى جاره.
فقال رجل من القوم: أنا تبولت في أصل حائط جاري، فقال: لا تصحبنا اليوم.
وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "ما تقولون في الزنى؟، قالوا: حرام حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة.
قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره.
قال: فقال: ما تقولون في السرقة؟ قالوا: حرمها الله ورسوله فهي حرام، قال: " لأن يسرق الرجل نم عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره".
ويقول أحد الصحابة : غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم ـ وكان قد أعطى كل ثلاثة منا بعيرا يركبه اثنان ويسوقه واحد في الصحارى وننزل في الجبال - فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أمشي فقال لي: "أراك ماشيا"، فقلت: إنما نزلت الساعة وهذان صاحباي قد ركبا، فمر بصاحبي فأناخا بعيرهما ونزلا عنه، فلما انتهيت قالا: اركب صدر هذا البعير فلا تزال عليه حتى ترجع ونعتقب أنا وصاحبي، قلت: ولم؟ قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لكما رفيقا صالحا فأحسنا صحبته".