كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويمتنع عن قبول الصدقة، كما يمتنع عن قبول هدية المشرك.
وقد كان بين أحد المشركين وبين النبي صلى الله عليه وسلم معرفة قبل أن البعثة، فيقول هذا الرجل :" فلما بعث أهديت إليه هدية أحسبها إبلا فأبى أن يقبلها، وقال: إنا لا نقبل زبد المشركين، قال: قلت: وما زبد المشركين؟ قال: هديتهم.
لا أقبل هدية المشركين
وكان عامر بن مالك الذي يدعى بملاعب الأسنة قد قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مشرك فأهدى له فقال: إني لا أقبل هدية المشركين.
كما حكى حكيم بن حزام - رضي الله تعالى عنه- قال: كان محمد أحبّ رجل في الناس إليّ في الجاهلية، فلما تنبأ وخرج إلى المدينة شهد حكيم بن حزام الموسم وهو كافر، فوجد حلة لملك اليمن سيف بن ذي يزن تباع فاشتراها بخمسين دينارا ليهديها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقدم بها عليه في المدينة فأراده على قبضها هدية فأبى، وقال: إنا لا نقبل شيئا من المشركين ولكن إن شئت أخذناها بالثمن، فأعطيته إياها حين أبى الهدية، فلبسها فرأيتها عليه على المنبر فلم أر شيئا أحسن منه فيها يومئذ ثم أعطاها أسامة بن زيد.
فرآها حكيم على أسامة، فقال: يا أسامة، أنت تلبس حلة ذي يزن فقال نعم، والله لأنا خير من ذي يزن ولأبي خير من أبيه، فانطلقت إلى أهل مكة، لأحدثهم من عجب قول أسامة.
وقد أهدى أمير القبيط إلى النبي صلى الله عليه وسلم جاريتين أختين، وبغلة فكان يركب البغلة بالمدينة واتخذ إحدى الجاريتين لنفسه، فولدت له إبراهيم، ووهب الأخرى لحسان بن ثابت، فولدت له محمدا.
كما روى أنس بن مالك أن الملك ذي يزن أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم جرّة من منّ فقبلها.
وقال ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- : كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة أهداها له فيروز عامل كسرى.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها