أخبار

يكتب بيت الزوجية باسم زوجته .. ويجبرها على التنازل عن مؤخر الصداق.. فما الحكم

هذا هو العام الأصعب في حياة الإنسان

احذر.. مخاطر صحية لتشغيل المدفأة أثناء النوم

كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟

الأمانة دليل إيمانك.. هذه بعض صورها

النبي يقول: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.. هل حق الأم يزيد عن حق الأب ولو كانت ظالمة؟

قصة كبش إسماعيل.. من أين جيء به وما صفته؟

هكذا كان حال الصالحين مع الله.. يعبدونه خوفًا ورغبًا

ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء

متى التمست العذر لصديقك حتى لا تفقده؟

تقرأ آية الكرسي وتعرف فضلها.. لكن هل تعرف معناها؟

بقلم | أنس محمد | الاحد 07 ابريل 2024 - 08:55 ص

كثير من المسلمين يتعبد إلى الله بآية الكرسي من سورة البقرة، ويقرأها في صلواته وتسبيحه ، لما لها من فضل جعلها من أعظم آيات كتاب الله عز وجل وكل آيات القرآن الكريم عظيمة.

وقد اشتملت الآية على تعريف الله سبحانه وتعالى لذاته فنطقت بربوبيته وعلمه وقدرته وعظيم سلطانه، فهذه الآية تملأ القلب مهابة من الله وعظمته وجلاله وكماله، فهي تدل على أن الله تعالى منفرد بالألوهية والسلطان والقدرة، قائم على تدبير الكائنات في كل لحظة، ولا يغفل عن شيءٍ من أمور خلقه وهو مالك كل شيءٍ في السماوات والأرض.

وصحّ الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها أفضل آية في كتاب الله عز وجل، قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ (البقرة: 254-255). ويمكننا شرح هذه الآية العظيمة التي تحدّث الله فيها عن نفسه عزَّ وجل:

1. ﴿ٱللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ﴾:

أيّ: لا خالق ولا معبود بحق وصدق إلا (الله) عزَّ وجل وكل ما سواه باطل أصلاً، وهذه الآية أصل في التوحيد: واحد ليس له شريك، ولا نظير ولا وزير ولا مشير، ومعناه: النهي عن أن يعبد شيء غير الله.

فهو الإله الحق الذي نتمنى أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأليه له تعالى، لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه، ولكون العبد مستحقًا أن يكون عبدًا لربه ممتثلًا أوامره متجنبًا نواهيه، وكل ما سوى الله تعالى باطل فعبادة ما سواه باطلة، لكون ما سوى الله مخلوقًا ناقصًا مدبرًا فقيرًا من جميع الوجوه، فلم يستحق شيئًا من أنواع العبادة.

2. ﴿ٱلحَيُّ ٱلقَيُّومُ﴾:

مدح الله تعالى نفسه بصفتين جليلتين جميلتين فقال: (الحي القيوم).

– (الحي) الذي لا يموت: الحي في صفة الله تعالى، وهو الذي لم يزل موجودًا وبالحياة موصوفًا لم تحدث له الحياة بعد الموت، ولا يعتريه الموت بعد حياة وسائر الأحياء سواء، يعتريهم الموت والعدم، فكل شيءٍ هالك إلّا وجهه سبحانه وتعالى.

– (القيوم) أي: دائم القيام بجميع شؤون الخلق، وهو القائم على كل شيء، فالله عزَّ وجل قائم بتدبير خلقه في إيجادهم وأرزاقهم وجميع ما يحتاجون إليه.

3. ﴿لَا تَأخُذُهُۥ سِنَة وَلَا نَوم﴾:

هذا من تمام حياته وقيوميته، أنه تبارك وتعالى (لا تأخذه سنة ولا نوم)، أي: لا يعتريه نعاس ولا نوم؛ لأنهما من أعراض البشرية، والله بخلاف ذلك.

– (السِنة): ابتداء النعاس، ثم يصير نومًا، و(النوم) أقوى من السِنة، وإذا كان ذلك كذلك فإن: نفي استيلاء السنة والنّوم على الله تعالى تحقيق لكمال (الحياة) ودوام التدبير وإثبات لكمال (العلم)، والمراد بهذه الآية أن الله تعالى لا يدركه خلل ولا يلحقه ملل بحال من الأحوال.

4. ﴿لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرضِ﴾:

لما كان الله سبحانه وتعالى دائم القيام في ملكه، وليس لأحد معه تعالى فيه شركة ولا لأحد عليه سلطان، قرّر عزَّ وجل قيوميته هذه بقوله (له مافي السماوات وما في الأرض)، أي: جميع من فيهما وما فيهما ملكه، يتصرّف وحده بحكمته وقدرته وعنايته، وأن جميع عبيده وملكه تحت قهره وسلطانه.

5. ﴿ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشفَعُ عِندَهُۥ إِلَّا بِإِذنِهِ ﴾:

أي: ليس لمخلوق كائنًا من كان، لا مَلَكَ مقرّب ولا نبيّ مرسل: شفاعة ولا ضراعة عند الله عزَّ وجل إلا برضاه وبعد إذنه، فإن (الشفاعة) كلها لله وحده وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه عزَّ وجل أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع عنده إلا بإذنه له من الله في الشفاعة.

إن الله تعالى لا يشفع عنده أحد بحق وإدلال؛ لأن المخلوقات كلها ملكه ولكن يشفع عنده من أراد هوا أن يظهر هوا كرامته عنده، فيأذن له بأن يشفع فيمن أراد.

6. ﴿يَعلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِم وَمَا خَلفَهُم﴾:

أي: إنَّ الله عزَّ وجل عالم بكل ما في السماوات وما في الأرض من شؤون خلقه؛ ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ومن أمر الدنيا والآخرة، والمقصود من ذلك: عموم العلم بسائر الكائنات في الأرض وفي السماوات.

وإنَّ الله عزَّ وجل عالمٌ بجميع المعلومات لا يخفى عليه شيء من أحوال جميع خلقه حتى بعلم دبيب النملة السّوداء في الليلة الظّلماء على الصخرة الصّماء تحت الأرض الغبراء، وحركة الذرة في جو السماء والطير في الهواء والسمك في الماء، فلا تخفى عليه غائبة في الأرض ولا في السماء ولا ما بينهما، فهو عالم بخفايا وأسرار ملكه ومخلوقاته سبحانه وتعالى.

7. ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيء مِّن عِلمِهِۦ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾:

أيّ: لا يدركون من العلم أو المعرفة إلا بقدر ما عرّفهم به أو منه رب العالمين، الذي علّم الإنسان ما لم يعلم، فآتاهم الله من علمه ما شاء وكما شاء، لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب.

لا يطّلع أحد من علم الله على شيء إلا بمشيئة الله وتعليمه، فما عَرفه الإنسان من عالم الغيب وما عرفه الإنسان من عالم الشهادة وقوانين هذا الكون وكيفية تسخيره إلا بمشيئة الله وتعليمه، فهو الذي علّم الإنسان ما لم يعلم وهو الذي علّم كل شيء ما علم.

8. ﴿ وَسِعَ كُرسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضَ ﴾:

إنَّ الكرسي هو كناية في الآية عن عظم العلم وشموله واتساعه وتفسيره بعظم السلطات يتناسب مع قوله تعالى بعد ذلك: (وَلَا يَ‍ُٔودُهُۥ حِفظُهُمَا) وتفسيره بمعنى شمول العلم يتناسب مع قوله سبحانه قبل ذلك (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيء مِّن عِلمِهِ)، ولذلك يصح أن تقول إن قوله تعالى: (وَسِعَ كُرسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضَ) كناية عن عظم قدرته ونفوذ إرادته وواسع علمه وكمال إحاطته، وقد فسر ذلك عبد الله بن عباس بأن (كرسيه) علمه، هو كناية عن سعة الملك وسعة العلم.

وهذه الصورة تمنح الحقيقة المراد تمثيلها للقلب قوة وعمقًا وثباتًا، فالكرسي يستخدم عادة في معنى الملك، فإذا وسع كرسيه السماوات والأرض فقد وسعهما سلطانه، وهذه هي الحقيقة من الناحية الذهنية، ولكن الصورة التي ترتسم في الحس من التعبير المحسوس أثبت وأمكن.

9. ﴿وَلَا يَ‍ُٔودُهُۥ حِفظُهُمَا﴾:

أيّ: إنَّ الذي خلق ما في السماوات وما في الأرض من مخلوقات كثيرة، لا يشق عليه عزَّ وجل حفظها ولا يعجز عن رعاية ما أوجده فيهما ولا يثقله تعالى تسيير شؤونهما حسبما قضاه وقدّره فيهما، فسبحان من تقوم السماء بأمره وتدور الأرض بوحيه، رفع الجبال وأجرى الأنهار وحّرك الهواء وشقّ الحب وأخرج الثمار، والوجود قبضته وكل ما فيه إنما إرادته، لا تعصيه سماء ولا تخرج عن طاعته أرض ولا سحاب.

10. ﴿ وَهُوَ ٱلعَلِيُّ ٱلعَظِيمُ﴾:

أي: الله تعالى فوق خلقه، فلا يعلو الى مقامه الرفيع أحد، وهو أيضًا الكبير ذو الهيبة والجلال المتعالي بعظمته جل جلاله على كل عظيم.

وفي نهاية الآية يقول العلماء أنها دلت على وحدانية الألوهية بقول الله تعالى (الله لا إله إلا هو).

و وحدانية الخلق والتكوين فلا خالق مع الله تعالى، ولا إرادة تمنع إرادته وقد دلّ على ذلك بأكثر ما في الآية الكريمة كقوله سبحانه: (الحي القيوم)، وقوله تعالى: (له ما في السماوات وما في الأرض).

و وحدانية الذات والصفات، بمعنى أن الله لا يشبهه شيء، أو أحد من خلقه، قال تعالى (ليس كمثله شيء)، وقد أشار إلى ذلك بقوله تعالى: (لا تأخذه سنة ولا نوم)، وبقوله تعالى: (وهو العلي العظيم) تعالى الله رب العالمين علوًا كبيرًا تولانا الله سبحانه بعنايته وتوفيقه وهدايته.

اقرأ أيضا:

ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء

الكلمات المفتاحية

فضل أية الكرسي فضل سورة البقرة اسرار اية الكرسي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كثير من المسلمين يتعبد إلى الله بآية الكرسي من سورة البقرة، ويقرأها في صلواته وتسبيحه ، لما لها من فضل جعلها من أعظم آيات كتاب الله عز وجل وكل آيات ال