لكل منا لاشك دعاء يردده، أو أمنية يطلبها من الله عز وجل بين الوقت والآخر، ولكن مما لاشك فيه أنه مهما كانت هذه الأمنية أو هذا الدعاء، فإن الغاية لن تتعدى الدنيا والآخرة، ومن ثمّ للأسف يسقط عن كثير منا أن هناك بالفعل دعاءً جامع وشامل، إذا تحدثت به فإنك تطلب خيري الدنيا والآخرة في بضع كلمات محدودة.
عن سيدنا أنس رضي الله عنه قال في صحيحي بخاري ومسلم: «كان أكثر دعاء النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»، ويؤكد "مسلم" في روايته أن سيدنا أنس رضي الله عنه كان إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه، ذلك أن هذا الدعاء من الأدعية الجامعة لخيري الدنيا والآخرة.
دعاء النبي
هذا الدعاء كان مما اعتاد عليه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أي أنه كان يردده ليل نهار، دون كلل أو ملل، فإذا كان هذا النبي عليه الصلاة والسلام قد أوتي جوامع الكلم، فإنه إذن يردد الكلمات التي تحمل في معناها (الهدف الأسمى) لحياة أي شخص، وهل هناك إنسان لا يتمنى خيري الدنيا والآخرة؟!.. بالتأكيد لا.. لكن المؤكد أيضًا أن كثيرين يغفلون عن هذا الحديث وهذا الدعاء، رغم أنهم قد يضيعون أوقاتًا كبيرة في أدعية تدور حول الأمر، لكنها ليست بقوة ورجاحة ما كان يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلنا يطلب إصلاح دنيانا من رزق واسع حلال، وزوجة صالحة، وولد تقر به العين، وراحة، وعلم نافع، وعمل صالح، ونحو ذلك من المطالب المحبوبة والمباحة، كما نتمنى أيضًا إصلاح أخرتنا بالسلامة في القبر والموقف والنار، وحصول رضا الله، والفوز بالنعيم المقيم وهو الجنة، والقرب من الرب الرحيم، وهذا الدعاء يتضمن كل ذلك.
اقرأ أيضا:
أفضل ما جاء من أدعية وأذكار حينما ترى شيئًا يفزعك أو تخاف منه؟الخير هنا
عزيزي المسلم، قد يكون الخير بين أيدينا ونحن لا ننتبه، أو قل في غفلة من أمرنا، وقد يكون الحل في بضع كلمات بسيطة تحمل لنا الخير كله، إلا أننا بعيدين كل البعد عن الطريق الذي يوصلنا إلى هذه المعرفة.. عليك فقط أن تردد «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» فتنال خيري الدنيا والآخرة.
ذلك أن هذا الدعاء من الأدعية الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، فيشرع للمسلم الدعاء بنية تحصيل ما يريد من مال وولد وغير ذلك في الدنيا، وما يتمناه من جنة في الآخرة.
فقد جاء في سنن أبي داود عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك».