أخبار

10 مفاتيح للفرج تخلصك من كل كرب وضيق وتفتح لك أبواب الخير واليسر

كيف أختار الصحبة الصالحة؟ .. د. عمرو خالد يجيب

كم لله من عبد صالح لا تعرفه.. حكايات مبكية

كيف تعالج نفسك من السحر بالقرآن الكريم؟

يبنون المساجد والمدارس ويكتبون عليها أسماءهم.. احرص على إخلاصك في العمل

أودع زوجي والدته دارًا للمسنين نزولًا على رغبتها ثم غضبت عليه.. ما العمل؟

صلاة تحرمك على النار وأخرى تنال بها الرحمة

ظالم أم مظلوم.. كم مرة ظلمت غيرك ولعبت دور الضحية؟

"نذر الطاعة".. سيف على رقبة صاحبه فلا تتلاعب به

ما حكم إنفاق الزوج على زوجته التي غادرت المنزل إلى بيت أبيها؟

تعلم من النبي كيف تكون حاسمًا ومتى تكون لينًا سهلاً؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 18 ابريل 2024 - 02:27 م

قد يتبادر إلى ذهنك وأنت تتعامل مع بعض الناس، حينما يطلب أحدهم طلبا لتحققه إليه، أنه ملاك يطير بجناحين، إلا أنك قد تخر صعقًا أول ما تكتشف حقيقته حينما يحمر لك عينيه، ويرفع لك قرون الغل والغدر، فيغمسها في صدرك، فلا تجد وقتها ما تلوم به نفسك إلا الحسرة، فالغدر صفة تدل على خسة النفس وحقارتها، بل هو خصلة من خصال النفاق التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: "أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا؛ ومن كانت فيه خصلة منهنَّ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر". [ البخاري ومسلم].

لذلك كان النبي حاسمًا وحازمًا في تعاملاته مع الناس، حتى لا يدع فرصة لكي يستهين به غيره، أو يطمع في خديعته، وكيف لا وهو القائل: " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين


وموردُ هذا المثل أبو عَزَّة الجُمَحي الشَّاعر، وكان يهجو النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويؤذي الله ورسوله، وذلك أنه أُسر في غزوة بدر فيمن أُسر من المشركين، فَضَرع إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن يعتقه دون فداء، وقال: يا محمد، إني فقير وذو حاجة قد عرفتها، فامنُن عليَّ لفقري وبناتي، فرقَّ الرسول وأطلقَه، بعد أن أخذ عليه الميثاق ألَّا يُظاهر عليه.

فلمَّا عاد إلى مكة أبى له لُؤْمُه وسُوءُ طويَّته إلا أن ينال من المسلمين بِشِعْرِه، وأن يطيعَ المشركين في الخروج إلى أُحد، واستنفار الأعداء لمحاربة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

ويشاء الله أن يقع أبو عزة الجمحي أسيرًا في غزوة حمراء الأسد، وهي التي استجاب المؤمنون فيها لله والرسول من بعدما أصابهم القرح، فعاد سيرته الأولى، يَضْرع ويشكو، ويقول للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: امنُن عليَّ لفقري وبناتي، وأعاهدك ألَّا أعود لمثل ما فعلت.

فأجابه سيِّدُ الحكماء صَلَوات الله وسلامه عليه إجابته الخالدة: ((لا والله، لا تَمْسَح عَارضَيْك بمكة، وتقول: خدعت محمدًا مرَّتين، لا يُلدغ المؤمن من جُحْر واحد مرتين، اضرب عنقه يا زيد))، وذلك بالرغم من رقة قلب النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الموقف هنا موقف حزم حتى لا يغتر عدوك بخديعتك.

فأي شيء أقبح من غدر يسوق إلى النفاق، وأي عار أفضح من نقض العهد إذا عدت مساوئ الأخلاق!!.

وقد عدَّ بعض العلماء الغدر من الكبائر، كيف لا والغادر خصمه يوم القيامة رب العالمين تبارك وتعالى، ففي الحديث: "قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجلٌ استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره".[البخاري].

وقد كان من وصاياه صلى الله عليه وسلم لأمراء جيشه: "اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا..." الحديث [رواه مسلم].

فالغادر مذموم في الدنيا ، وهو كذلك عند الله تعالى، وسيفضحه على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدرًا من إمام عامة". (رواه مسلم) فكم أوقع الغدر في المهالك مِن غادر، وضاقت عليه من موارد الهلكات فسيحات المصادر، وطوَّقه غدره طوق خزي، فهو على فكِّه غيرُ قادر.

اقرأ أيضا:

من صفات النبي.. وقاره وهيبته في عيون الناس رغم تواضعه وبساطته

صفات الغادر


الغادر لا يكاد يتم له أمر ،ولا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا ؛ فعن علي رضي الله عنه قال:"ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم...فمن أخفر مسلما(يعني نقض عهده) فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل...". (البخاري).

وذم القرآن الكريم صفة الغدر: - قال تعالى: {وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [النحل: 94].

 (أي تجعلون أيمانكم التي تحلفون بها على أنكم موفون بالعهد لمن عاقدتم- خديعةً، وغرورًا، ليطمئنوا إليكم، وأنتم مضمرون لهم الغدر، وترك الوفاء بالعهد، والنَّقلة إلى غيرهم، من أجل أنهم أكثر منهم عَددًا وعُددًا وأعز نفرًا، بل عليكم بالوفاء بالعهود، والمحافظة عليها في كل حال) .

وقد حذر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم من الغدر، ومن يتصف به، ونهى عن خيانة الأمانة، وردها لأصحابها في وقتها، حيث قال عليه الصلاة والسلام: « أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك»، وأهل الحكم قديما قالوا: «لا تخن من ائتمنك ولو كنت خائنًا».

والخائن والغادر، خصيمه النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، تأكيدًا لحديثه الشريف: « ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره».

والملاحظ في هذا الحديث أن الخيانة حاضرة في الثلاثة كلهم؛ فالغادر خائن، ومن باع حرا فقد خانه، ومن لم يوف الأجير حقه فهو خائن له.


الكلمات المفتاحية

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين صفات الغادر تعلم من النبي كيف تكون حاسمًا ومتى تكون لينًا سهلاً؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled قد يتبادر إلى ذهنك وأنت تتعامل مع بعض الناس، حينما يطلب أحدهم طلبا لتحققه إليه، أنه ملاك يطير بجناحين، إلا أنك قد تخر صعقا أول ما تكتشف حقيقته حينما ي