أخبار

يكتب بيت الزوجية باسم زوجته .. ويجبرها على التنازل عن مؤخر الصداق.. فما الحكم

هذا هو العام الأصعب في حياة الإنسان

احذر.. مخاطر صحية لتشغيل المدفأة أثناء النوم

كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟

الأمانة دليل إيمانك.. هذه بعض صورها

النبي يقول: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.. هل حق الأم يزيد عن حق الأب ولو كانت ظالمة؟

قصة كبش إسماعيل.. من أين جيء به وما صفته؟

هكذا كان حال الصالحين مع الله.. يعبدونه خوفًا ورغبًا

ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء

متى التمست العذر لصديقك حتى لا تفقده؟

لماذا نهى النبي عن نقض العهد حتى مع غير المسلمين؟

بقلم | أنس محمد | السبت 26 اكتوبر 2024 - 09:28 ص

ورد في الأثر أنه في عهد الامام علي بن أبي طالب جاء ثلاثة أشخاص ممسكين بشاب وقالوا يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا.
فقال علي بن ابي طالب: لماذا قتلته؟ قال الرجل : إني راعى إبل وماعز.. وأحد جمالي أكل شجرة من أرض أبوهم فضربه أبوهم بحجر فمات. فأمسكت نفس الحجر وضربت أبوهم به فمات.
قال علي بن أبي طالب : إذن سأقيم عليك الحد.
قال الرجل : أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي الصغير فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي.
فقال علي بن ابي طالب: ومن يضمنك؟
فنظر الرجل في وجوه الناس فقال هذا الرجل..
فقال علي بن ابي طالب : يا أبا ذر .. هل تضمن هذا الرجل؟
فقال أبو ذر : نعم يا أمير المؤمنين.
فقال علي بن أبي طالب : إنك لا تعرفه.. وإن هرب أقمت عليك الحد.
فقال: أبو ذر.. أنا أضمنه يا أمير المؤمنين.
ورحل الرجل، ومر اليوم الأول والثاني والثالث، والناس قلقلة على أبي ذر حتى لا يقام عليه الحد، وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجل وهو يلهث، وقد اشتد عليه التعب والإرهاق ووقف بين يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
قال الرجل : لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد، فاستغرب علي بن أبي طالب وقال: ما الذي أرجعك ؟وكان يمكنك الهرب ؟؟.
فقال الرجل : خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس.
فسأل علي بن أبي طالب سؤالا لأبي ذر: لماذا ضمنته؟
فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس ..فتأثر أولاد القتيل
فقالوا: لقد عفونا عنه.
فقال علي بن ابي طالب : لماذا ؟
فقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس.

انظر في هذه القصة ماذا فعل الحفاظ على العهد، لقد جلب الصدق والحفاظ على العهد الخير والنجاة، لذلك يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ » (البقرة: 27)، فنقض العهد يجلب الخسارة والحفاظ عليه يأتي بالنجاة.

فليس من صفات المسلم أبدًا، نقض العهد مهما كانت الظروف، والصيام ميثاق وعهد مع الله عز وجل، فلا تنقضه مهما كانت الظروف، إلا إذا كانت هناك رخصة، مرضًا أو سفرًا.

فمن ينقض العهد يكون مثل هؤلاء الذين قال الله تعالى عنهم: « إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ » (الأنفال: 55، 56).


فنقض العهد إفساد في الأرض لاشك، كما بين المولى سبحانه وتعالى في قوله تعالى: «وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ » (الرعد: 25).

لذلك نهى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، عن نقض العهد حتى مع غير المسلمين، حيث قال عليه الصلاة والسلام: «أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر».


ذلك أن نقض العهد، غدر، وقد حذر الدين الحنيف من الغدر، وروى البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان».

كما أن نقض العهود بداية هلاك أي أمة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم»، ولا يمنع أي شيء المسلم من أن يحفظ عهده ولا يغدر، حتى لو وقت الغزو.

 فقد روى مسلم عن بريدة، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرًا على جيش، أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: «اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوك من المشركين، فادعهم إلى ثلاث خصال، فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام».

 آثار وكوارث نقض العهد:


- كفر من نقض عهد الله:


قرن الله سبحانه وتعالى بين الكفر ونقض العهد في أكثر من موضع في القرآن الكريم، ولا شك في كفر من نقض عهده مع الله وأخلَّ بميثاقه الذي أخذه عليه، فقال تعالى : " وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ " [البقرة: 93] .

- الخسران:


الخسران عاقبة من نكث بعهده ونقض ميثاقه، قال تعالى : " الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " [البقرة: 27] .

قال ابن حجر : (كان عاقبة نقض قريش العهد مع خزاعة حلفاء النَّبي صلى الله عليه وسلم - أن غزاهم المسلمون، حتَّى فتحوا مكَّة، واضطرُّوا إلى طلب الأمان، وصاروا بعد العزَّة والقوَّة في غاية الوهن، إلى أن دخلوا في الإسلام، وأكثرهم لذلك كاره) [فتح البارى] .

- اللعن وقسوة القلوب والطبع عليها:


قال تعالى : " فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً " [المائدة: 13] .

- الإغراء بالعداوة والبغضاء:


لما نقض النصارى الميثاق والعهود وبدَّلوا دينهم، وضيَّعوا أمر الله، أورثهم الله العداوة والبغضاء، قال تعالى : " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ " [المائدة: 14] .

- تحريم الطيبات:


عندما نقض بنو إسرائيل الميثاق، حرَّم الله عليهم الطيبات، قال تعالى : " فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا " [النساء: 160] .

نقض العهد في القرآن:


ضرب الله مثلا في نقض العهد، فقال تعالى : " وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " [النحل: 92] .

شبه الله عز وجل الَّذي نقض العَهْد كَمثل الْغَزل الَّتِي نقضته تِلْكَ الْمَرْأَة الحمقاء، كان لعمرو بن كعب بن سعد بنت، تسمى ريطة، وكانت إذا غزلت الصوف أو شيئًا آخر نقضته لحمقها، فقال : ولا تنقضوا أي : لا تنكثوا العهود بعد توكيدها كما نقضت تلك الحمقاء غزلها، من بعد قوة من بعد إبرامه أنكاثًا، يعني نقضًا، فلا هو غزل تنتفع به، ولا صوف ينتفع به، فكذا الذي يعطي العهد ثم ينقضه لا هو وفى بالعهد إذا أعطاه، ولا هو ترك العهد فلم يعطه.

وضرب مثلًا آخر لناقض العهد فقال : " وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [النحل: 94] أي : عهودكم بالمكر والخديعة، فتزل قدم بعد ثبوتها، يقول : إنَّ ناقض العهد يزل في دينه عن الطاعة كما تزل قدم الرجل بعد الاستقامة .


الكلمات المفتاحية

نقض العهد في القرآن آثار وكوارث نقض العهد لماذا نهى النبي عن نقض العهد حتى مع غير المسلمين؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ورد في الأثر أنه في عهد الامام علي بن أبي طالب جاء ثلاثة أشخاص ممسكين بشاب وقالوا يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا.