أصابت الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث دعا له صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم استجب له إذا دعاك".
وكان سعد رضي الله عنه لذلك مستجاب الدعوة، حيث خطبهم بالكوفة ثم قال: يا أهل الكوفة، أي أمير كنت لكم؟
فقام رجل فقال: اللهم إن كنت ما علمتك لا تعدل في الرعية، ولا تقسم بالسوية، ولا تغزو في السرية.
فقال سعد: اللهم إن كان كاذبا فأعم بصره وعجّل فقره وأطل عمره وعرضه للفتن.
فما مات هذا الرجل حتى عمي، قال: فكان يلتمس الجدران، وافتقر حتى سأل الناس، وأدرك فتنة المختار الكذاب فقتل فيها، وكان إذا قيل له كيف أنت؟ قال: أعمى فقير أدركتني دعوة سعد.
ومع ذلك فقد حقق معه الفاروق عمر فقال لسعد: ق دشكوك في كل شيء حتى في الصلاة.
قال: أما أنا فإني أطيل في الأُوليَيْن، وأحذف في الأُخْرَييْن، وما آلو ما اقتديت به من صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال: ذاك الظن بك.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟كرامة أخرى:
ودعا سعد فقال: يا رب إن لي بنين صغارا فأخرّ عني الموت حتى يبلغوا، فأخر عنه الموت عشرين سنة.
وزار بعض الناس آل سعد، قالوا: فرأينا امرأة قامتها قامة صبي، فقلنا: من هذه؟ فقالوا: هذه ابنة سعد وضع سعد ذات يوم طهوره فغمست يدها فيه فطرف لها، وقال: قصع الله قرنك، فما شبت بعد.
وروى مولى عبد الرحمن بن عوف، أن امرأة كانت تطلع على سعد، فنهاها فلم تنته، فاطلعت يوما وهو يتوضأ فقال: شاه وجهك، فعاد وجهها في قفاها.
وقد كان رضي الله أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد السابقين الأولين، وأحد من شهد بدرا، والحديبية، وأحد الستة أهل الشورى.
وقال رضي الله عنه : ما أسلم أحدا في اليوم الذي أسلمت، ولقد مكثت سبع ليال، وإني لثلث الإسلام.
وقال أيضا: ما جمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبويه لأحد قبلي، ولقد رأيته ليقول لي: "يا سعد..ارم فداك أبي وأمي" .
وإني لأول المسلمين رمى المشركين بسهم، ولقد رأيتني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سابع سبعة، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقد خبت إذن وضل سعيي.