التقويم الهجري هو عبارة عن تقويم قمري يعتمد على حركة القمر، وكان العرب يستخدمونه منذ القِدَم وقبل الإسلام بقرون عديدة، وتتكوّن السنة فيه من 12 شهراً طول كلّ شهر منها 29 أو 30 يوماً، والجدير بالذّكر أنّه لم تكن هناك أيّ محاولات لتوفيق السنة القمريّة بالسنة بالشمسيّة، وكان من نتيجة ذلك أنّ أي يوم أو مناسبة في السنة الهجريّة لا يكون لهما تاريخ ثابت في السنة الميلاديّة، فمثلاً رأس السنة الهجريّة يمرّ عبر دورة فصليّة كاملة كلّ 33 عاماً، والمقصود بذلك أنّه إذا أتى رأس السنة الهجريّة في أول فصل الشتاء، فإنه يدور عبر الفصول، فيأتي في الخريف ثمّ الصيف ثمّ الربيع، ليأتي في الشتاء مرّة أخرى بعد 33 عاماً.
وقد ضُبِط التقويم الهجري على الشهر القمريّ بدقّة؛ وذلك بإضافة 11 يوماً كلّ ثلاثين سنةً هجريّةً؛ أي كلّ 360 شهراً قمرياً، وقد تقرّر أن يكون التقويم الهجري مكوّناً من ثلاثين عاماً في كلّ دورة، تشتمل هذه الدورة على 19 سنةً عاديّةً مكوّنةً من 354 يوماً، و11 سنةً كبيسةً مكونة من 355 يوماً، وفي هذه السنوات الكبيسة تتمّ إضافة اليوم الأخير إلى الشهر الأخير في السنة وهو ذو الحجة.
ولكي تكون السنة الهجريّة كبيسةً تتمّ قسمتها على العدد 30؛ فإذا كان الباقي من الأعداد الآتية: (2,5,7,10,13,16,18,21,24,26,29)، حينها تكون السنة كبيسةً، ويكون عدد أيام شهر ذي الحجة 30 يوماً بدلاً من 29 يوماً، وبناءً على الحسابات الفلكيّة الدقيقة فإنّ التقويم هذا لا ينحرف عن مساره إلّا بمقدار يوم واحد فقط كل 2500 سنة، وهذا ما يُسمّى بالتقويم القمري الثابت، والجدير بالذكر أنّ الشعائر الدينيّة لا تأخذ هذا التقويم بعين الاعتبار؛ حيث إنّ الشهر يبدأ برؤية الهلال بعد غروب الشمس.
وعادةً ما تكون بداية الشهر مختلفةً بمقدار يومين عن المقرر في التقويم القمري الثابت، أمّا عدد السنين في التقويم الهجري في الإسلام فيبدأ من يوم هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وكان ذلك في تاريخ 16 تموز/يوليو عام 622م.
ويمكن القول إنّ التقويم القمري هو تقويم ربّاني قديم، لم يخترعه أو ينظّمه أحد من الفلكيّين، كما لم يساهم أحدهم في اختيار أسماء شهوره، ولا في اختيار أطوال الأشهر أو ترتيبها، ولا يمكن لأحد أن يبدّل شهراً بآخر أو يغيّر مكانه، أو يزيد يوماً على شهر أو ينقص منه، وقد تمّ تحديد عدد الشهور في القرآن الكريم، فقال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ)،
وقد تمّ اعتماد التقويم الهجري ليكون تقويم الدولة الإسلاميّة، أمّا وقت اعتماده فكان بعد سنتين ونصف من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد كان اليوم الأول من محرم عام 17هـ هو بداية أوّل سنة هجريّة بعد أن اعتُمِد.
اقرأ أيضا:
من عجائب إكرام الضيف| أكل عنده الشافعي فأعتق الجارية فرحًااقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟