أخبار

الاستغفار حياة جديدة تعرف على فوائده على الروح والبدن

القنوط من رحمة الله بداية السقوط الحقيقي.. احذر أن تقع فيه

لا تستّخف بالغيبة والنميمة.. تمنع سقوط الغيث من السماء

أخي الصغير يتلصص علينا ونحن نبدل ملابسنا.. ما الحل؟

ما هي العلامة التي يعرف بها العبد انه يحب الله أكثر من أي شيء؟

لا يوجد مستحيل مع اسم الله المجيب.. هذه هي المعاني والأسرار

كيف تحدث الأحلام؟ ولماذا يحلم البعض ولا يحلم آخرون؟

لو عايز ربنا يحبك وتأتيك الدنيا تحت قدمك.. تعمل مع الدنيا بهذه الطريقة

من كرامات "ابن حنبل".. خوف الجن من نعله واستجابة الدعاء بالاستغفار

حينما يكون التغافل لإبقاء الكرامة وحفظ ماء الوجه

كيف يكون الشكر سببا في الرقي ؟

بقلم | محمد جمال | السبت 22 اغسطس 2020 - 06:40 م
شكر الله نعمة من أجل النعم لانه يكون سببا في زيادة النعم قال تعالى : لئن شكرتم لأزيدنكم.. ولكن السؤال كيف يكون الشكر سببا في الرقي ؟
أولا: معنى الشكر:
الثناء على من أولى إليك بمعروف؛ تعبيرًا عن الامتنان والعرفان بالجميل. والعبْد يشكر الله على كل حال، حتى عند المنام واليقظة، ففي الحديث أن النبيّ  كان دائمًا ما يقول عند يقظته: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) [البخاري ومسلم]. وفي شكر نعمة الله بعد اليقظة قوة، وفي حمدِه سبحانه بعد نعمته على عبده شدة وعزيمة.
ثانيًا: لماذا الشكر؟
1.الشكر من العبادة، وليس ترفًا يقوم به العبد، يقول عز وجل: (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [النحل: 114].
2.لأنه أقل ما يقدّم لصاحب الفضل، سواء أكان رب البشر أم غيره من عباده؛ فأمّا له؛ فلأنه كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]، وأمّا عباده، فقد قال الرسول: (من أسدى إليكم معروفًا فكافئوه)..
3.الشكر خُلُق الأنبياء والمرسلين: هذا هو سيدنا سليمان عليه السلام يشكر الله ويقدر نعمه... يقول تعالى على لسان سليمان: (قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 40]. وكذلك سيدنا لقمان شكر الله تعالى، فقد علمه الله الحكمة وأول قواعد الحكمة الشكر لله، يقول تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [لقمان: 12]. وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة قوية لأهمية الشكر وأنه جزء من الحكمة بل هو الحكمة: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ)... وقال الله في حق سيدنا نوح عليه السلام: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) [الإسراء: 3]...
4.الشكر بركة وزيادة، وقد ربط الله تعالى الزيادة بالشكر، فمن زاد في الشكر زاد الله له في العطاء، ومن بخل في الشكر فإنما يبخل عن نفسه.. فما يجد الإنسان زيادة ولا بركة في حياته إلا من أثر شكره لنعمة الله عليه، قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7]. تأملوا معي المنزلة التي يحتلها الشكر في الإسلام، إذا لم تشكر الله فإن عذاب الله شديد! ولكن عندما تشكر الله تعالى فإن الله سيرزقك ويزيدك مالاً ونجاحاً وقوة: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ). ولا ينقطع المزيد من الله إلا إذا انقطع الشكر من العبد..
5.لأنه عملٌ صالح، بل العمل هو عين الشكر، ولذا أمر الله داوود وآله بقوله: (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ: 13]. فالعمل هو نوع من أنواع الشكر أيضاً!
6.الشكر ينجي من المهالك: الذي يشكر الله سوف ينجيه من المواقف الصعبة، فهذا هو سيدنا لوط عليه السلام أنجاه الله من العذاب الذي أهلك قومه بسبب شكره لله، يقول تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ * نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) [القمر: 34-35]. تأملوا معي هذه العبارة: (كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ)...
7.لأن عدم الشكر يؤدي إلى الكفر! بل إن الله تعالى جعل للإنسان طريقين: الشكر والكفر، يقول تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) [الإنسان: 3].
8.لأن الشكر يحفظ النعم من الزوال، فلكل شيء قيد، فقيد العلم الكتابة، وقيد النعم الشكر؛ ففي مثال هؤلاء الذين كفروا بنعمة الله ما يدلّل على ذلك، قال تعالى -ضاربًا لنا المثل-: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112]، ولذا يقول عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله-: «قيدوا نعم الله بشكر الله».

ثالثًا: من يستحقّ الشُّكر؟
1.شكر الخالق عزّ وجل؛ فالله الذي خلقك ورزقك وأنعم عليك بنعمٍ لا تُعدّ ولا تُحصى يستحق منك أن تشكره... فإذا ذكرته ذكرك، وإن شكرته شكرك، وشكره لك غفران ورحمة وتيسير أمر وصلاح حال، قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) [البقرة: 152]. وهو الغفور الشكور لعباده إذا شكروه وحمدوه؛ يقول تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 34].
2.شكر النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلّم- على أنه هدانا الله به إلى الحقّ، وبدونه لن نستحق مكانة بين الأمم، وهو الرءوف بنا في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
3.شكر الآباء والأمّهات على ما قدّموه وبذلوه لك أيها الإنسان في حياتك؛ فلولاهما لما كنت في الدنيا، ولولاهما ما وصلت إلى ما وصلت إليه، ويكفي النصب الذي لحق بهما من تربيتك وإيصالك إلى ما أحرزته من نجاحات في الحياة، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].
4.شكر المعلمين والمعلمات: فإن المعلّم هو سبب إزالة الجهل عنك، والله تعالى عظّم من شأن المعلِّم والمدرِّس، حتى إن الحيتان لتستغفر لمعلِّم الناس الخير.. كما تشكر الشيخ الذي علّمك وأرشدك إلى الخير في كل باب..
5.شكر الزوج والزوجة: إن الشكر بين الزوجين يحقق السعادة، ويخفف من حدة التوتر والمشكلات الزوجية، وقد قال صلى الله عليه وسلّم: (من لم يشكر الناس لا يشكر الله) زوجك تحمّل وتعب وأعدّ بيتًا، قال صلى الله عليه وسلم: (لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه) [السلسلة الصحيحة للألباني].

رابعًا: الشكر العملي والتطبيقي:
1.شكر نعمة الإسلام والهداية إليه: وذلك بحسن الانتماء إليه فعلا لا قولا، وبحسن العيش به بين الناس، والعمل له، ودعوة الناس إليه، وردًّا للشبهات عنه ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلاً، كما ينبغي شكرًا لنعمة الله على الإسلام أن نرضى به حكمًا لحياتنا وأن يعيش به في كل جانب منها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208]، وأن يعيش الإنسان به منهجًا في كل حياته، قال جلّ شأنه: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].
2.شكر نعمة العلـم: وذلك بأن يقوم العالِم بحق العلم، وتبليغه للناس بالحق وللحقّ، ولا يكتم منه شيئًا، ولا يخشى أحدًا إلا الله، فيصير سلطانًا بعلمه، وليس عالمًا للسلطان، ولا يكتم شيئًا مما أمر الله بإظهاره لعباده، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 174]، وقال سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187].
3.شكر نعمة المال: وذلك بأن يوقن العبدُ بأنه ظل زائل، وأنه مستخلّفٌ فيه، ولا ينبغي له أن ينسى أنه فضل الله تعالى عليه، فلا يقع فيما وقع فيه قارون، ولا صاحب الجنتين، ولا أصحاب الجنّة؛ بل يسعى به خادمًا لعباد الله، ميسِّرًا عليهم، ساعيًا في حوائجهم؛ لتدوم النعمة عليه، فالذي أعطى قادر على أن يسلُب.
4.شكر نعمة المنصب والملك: إن الله اصطفاك لعملٍ ما، وسخّر لك وظيفة مّا، وما كان ذلك إلا لتجعل المنصب وسيلة للتيسير على عباد الله، وليس التعسير، وصدق النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- حين قال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس).. فشكرك لمنصبك ووظيفتك ألا ترتشي من خلالها، وألا تجعلها وسيلة للتكبّر على الخلْق، وألا تتقوّى بها على عبد الله فتؤذيهم أو تمنعهم حقًّا هو لهم. وهذا ذو القرنين وقد استخدم ملكه لخدمة الناس ومنع الأذى عنهم، ويوسف عليه السلام: قد استخدم الوزارة في خدمة الناس، وصرف المجاعة عنهم في مصر.
5.شكر نعمة الصحة والقوّة: وذلك بأن تجعل صحتك في خدمة الناس، حتى عدّ الإسلامُ أن إعانتك للرجل على دابته صدقة وطاعة لربّك، وما فعلته البغيّ مع الكلب ليس بخفيّ عنكم، وقد سخّرت طاقتها وجهدها لسقيا كلب فشكر الله لها فغفر لها.
6.شكر نعمة الزوجة والولد: وذلك بحسن المعاشرة بين الطرفين في الحياة الزوجيّة، وتربية الأبناء تربية صالحةً تُرْضِي ربّك عزّ وجلّ؛ شكرًا لنعمة ربك عليك، فقد رزقك بما حرم بعض عباده منه، فقم بحق النعمة والتربية، قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132]، وقال جلّ شأنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
خامسًا: كيف تحقِّق الشكر؟
1.الدعاء لله تعالى بأن يرزقك الشكر دائمًا؛ ففي الحديث: (اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
2.ذكر الله تعالى على كل حال: تحمده وتسبحه وتكبره، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمد الله ثلاثاً وثلاثين مرة عقب كل صلاة. وكان يحمد الله على كل حال، وترديد اللسان كلمات الشكر دومًا، (يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك).
3.اعتراف القلب بأنك في نعمة أولا، ثم الاعتراف بفضل صاحب النعمة عليك، كحال سليمان: (هذا من فضل ربي)، ثم الاعتراف بالعجز عن الشكر الحقيقي..
4.التحدّث بالنعمة بين الخلق أحيانًا؛ إرشادًا للخلق إلى الشكر، وأما بنعمة ربك فحدِّث..
5.شكر الله عمليًّا باستخدام كل نعمة في مرضاته لا في عصيانه، فإن الله وهبك نعمة البصر فكيف تشكره عليها؟ لا تستعملها في غضب الله فلا تنظر إلى ما حرم الله، كذلك وهبك الله نعمة العقل فلا تفكر في معصية أو إثم أو أذىً، بل اجعل تفكيرك كله في مساعدة الآخرين وتقديم الخير لهم ولك. وكذا في كل نعمة، كالمال والصحة والمنصب...
ونسأل الله تعالى أن يرزقنا شكره على كل حال...

الكلمات المفتاحية

الشكر النعم الرقي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled شكر الله نعمة من أجل النعم لانه يكون سببا في زيادة النعم قال تعالى : لئن شكرتم لأزيدنكم.. ولكن السؤال كيف يكون الشكر سببا في الرقي