لا حول ولا قوة إلا بالله وفي لفظة مختصرة "الحوقلة" تعرف بأنها :قول "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله،" ويقال هذا اللفظ الذي يعد من الأذكار الإسلامية المهمة صباحا ومساء للدلالة على "اعتراف العبد بعجزه عن القيام بأي أمر إلا بتوفيق الله له وتيسيره".
وتعد الحوقلة من الأذكار المهمة التي وردت بشأنها روايات تُلمح بأنها الاسم الأعظم و بأنها من كنوز الجنة و بأنها مفتاح الفرج، و لقد ورد التأكيد على الإكثار من قول هذا الذكر الشريف لقضاء الحوائج و زيادة الرزق و دفع الهموم و الشدائد.
وفيما يتعلق بالحوقلة فقد روي عن ابن مسعود أنه قال في معنى "لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم" : معناه لا حول عن معصية الله، إلا بعصمة الله، و لا قوة على طاعة الله، إلا بمعونة الله.
كثير من الفقهاء اجتهدوا في الوصول إلي تعريف جامع مانع للحوقلة "لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم" : إذ أكدوا أنها إظهار الفقر إلى الله تعالى بطلب المعونة على ما يحاول من الأمور و هو حقيقة العبودية .
وعن فضل الحوقلة أجمع الكثيرون علي المقام الرفيع للفظ لا حول ولا قوة إلا بالله منها تقلب موازين كل شيء وتقرب المستحيل فهي مفتاح لكل باب موصد بحيث يجب علي كل مسلم أن يكررها مائة مرة في اليوم إذا أراد أن يحصل علي رضا الله وينال كنزا من كنوز الجنة خصوصا إذا رددها المؤمن موقنا باستجابة الله لطلبه فالتسليم لقدر الله والإيمان بأنه لا ملجأ من الله الإ إليه.
الإمام النووي رحمه الله: علق علي هذا قائلا مرددا ما جاء علي لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة: وقال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى واعتراف بالإذعان له وأنه صانع غيره ولا راد لأمره وأن العبد لا يملك شيئاً عن الأمر ومعنى الكنز هنا أنه ثواب مدخر في الجنة وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أنفس أموالكم..
وقد أجمع الفقهاء وأهل العلم علي عديد من الفضائل التي تتمتع بها كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله فهي باب من أبواب الجنة: فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه: أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أدلك على باب من أبواب الجنة" قال: وما هو؟ قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله" رواه أحمد والطبراني بإسناد صحيح.
بل أن فضل لا حول ولا قوة إلا بالله تمتد إلي كونها كنز من كنوز الجنة: فعن أبي موسى رضي الله عنه: أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال له: "قل: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة" رواه البخاري ومسلم.
فضائل لا حول ولا قوة إلا بالله معين لا ينضب فهي دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم: كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "من قال: لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواءً من تسعةٍ وتسعين داءً أيسرها الهم" رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد.
بل أن المداومة علي ترديد لفظ "الحوقلة " خلال أذكار الصباح والمساء يجلب العديد من النعم، بل أنها تعد مؤشرا قويا علي دوام النعمة، حيث أخرج الطبراني بإسناده عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله".
من فضائل الحوقلة كذلك أنها تعد من غراس الجنة: وهو ما أكده حديث الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه حيث قال : أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على إبراهيم عليه السلام فقال: من معك يا جبريل؟ قال: هذا محمد فقال له إبراهيم عليه السلام: يا محمد, مُرْ أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة قال: "وما غراس الجنة" قال: لا حول ولا قوة إلا بالله, رواه أحمد وابن حبان.
الفضائل الخمسة لـ "لا حول ولا قوة إلا بالله " كونها بابا من أبواب الجنة وكنز امن كنوزها ودواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم مؤشر علي دوام النعم فضلا عن كونها غراسا من غراس الجنة وهي كلها فضائل تفرض علي مسلم الإكثار من هذا الذكر ليلا ونهارا لعلها تفتح الباب علي هذه السلسلة التي لا تتوقف من النعم .