كتب علينا الألم وقدر علينا العناء والكبد، وباختيارنا تحديدُ مواقفنا تجاه هذه الآلام إما الصمودَ والشجاعةَ والتمسكَ بالأمل، أو الاستسلامَ والانهيار واليأس.
فالأصل في الدنيا هو التعب والألم؛ قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]، روى الوَالِبيُّ، في تفسير هذه الآية، عن ابن عباس – رضي الله عنهما -: "قال في (نصَب)"، وقال الحسن: "يُكابِد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة"، وقال قتادة: "في مَشَقَّة، فلا تلقاه إلا يُكابد أمر الدنيا والآخرة.
والاستسلام للاكتئاب يصيب باليأس من الحياة الدنيا، ويدعو في بعض الأوقات للانتحار،
فما هو علاج الاكتئاب؟
ينقسم علاج الاكتئاب إلى علاج عضوي يتمثل باستعمال مضادات الاكتئاب المعروفة بـ "مثبطات السيروتونين"، وذلك بوصفة طبية بعد زيارة طبيبة نفسية.
وعلاج روحي من خلال اتخاذ المسلك النبوي بدعاء الهم والحزن: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَة الرجال»، كذلك دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - في الطائف، وهو من أقرب الأدعية إلى نفسي، وأحبها إلى قلبي: «اللهم إليك أشكو ضَعْفَ قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُنِي؟ إلى بعيد يَتَجَهَّمُني؟ أم إلى عدو مَلَّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيَتك هي أوسعُ لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصحَّ عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن ينزل بي غضبك، أو يحل عليَّ سخطك، لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله» .
اظهار أخبار متعلقة
ومن وسائل العلاج أيضًا العلاج بالغذاء:
1- العلاج بالأغذية المحتوية على المغنيسيوم: فهو يساعد على تنظيم إنتاج الجسم لهرمون السيروتونين، ويوجد بكثرة في البذور، مثلُ: دوار الشمس، والنخالة، وجنين القمح، والخضروات الورقية الخضراء، والموز، والسمك، والطحالب البحرية، والفواكه المجفَّفة.
2- العلاج بالأغذية المحتوية على البوتاسيوم: إذ يمكن أن يؤدي نقص البوتاسيوم إلى الاكتئاب والارتباك الذهنِي، ويُوجَد في الموز، والكمثرى، والعنب، وسمك السلمون، والبطاطس.
3- العلاج بالحلوى.
4-العلاج بالماء الجاري: إن الأيونات السالبة، المنبعثة من الماء الجاري في النوافير والشلالات - لها مفعولٌ علاجي، ويشاع أنها تجعل الناس يشعرون بالسعادة.
5-العلاج بالتمارين الرياضية: لأنها تساعد المخ على إفراز مادة "الأندورفين"، وهو الهرمون المسؤول عن الفرح والانتشاء، وعدم الإحساس بالألم، الأمر الذي يعمل على تحسين الحالة المزاجية بشكل طبيعي، جَرِّبي ذلك.