كشفت دراسة حديثة، أن آثار فيروس كورونا المستجد تبقى في الجسم حتى بعد أكثر من شهر من الإصابة به، ما يجعل من الضروري إعادة اختبار المرضى بعد أربعة أسابيع على الأقل من تشخيصهم.

وتوصلت نتائج الدراسة التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية المفتوحة، وشملت أكثر من 1100 شخص في منطقة متأثرة بشدة بالفيروس بإيطاليا إلى أن متوسط الوقت اللازم لـ "إزالة الفيروس" كان 31 يومًا.

وقال العلماء إنه حتى إذا ظهر أن شخصًا ما قد تعافى ولم يعد يعاني من الأعراض، فلا تزال هناك فرصة قوية لإصابته بالفيروس - أو أجزاء منه - في مجرى الدم، وقد يكون بعضها معديًا.

التخلص من كوفيد -19

ولم يتضح كم من الوقت يستغرق الجسم للتخلص من كوفيد – 19، وأفاد العديد من الأشخاص أنهم ما زالوا يعانون لعدة أشهر بعد تشخيصهم، بينما يشعر الآخرون بالمرض لبضعة أيام فقط.

وهناك أيضًا مخاوف متزايدة من أن العديد من نتائج الاختبارات الإيجابية في بريطانيا تأتي من أشخاص ليسوا معديين أو مرضى بالفعل ولكن لديهم أجزاء من الفيروس لا تزال تنتشر بعد تعافيهم.

ونظر باحثون في قسم الصحة المحلي في ريجيو إيميليا، شمالي إيطاليا، في نتائج الاختبارات بين سكان المنطقة، من خلال النظر في نتائج 1259 مريضًا كانت نتائج الاختبارات لديهم إيجابية قبل أن تتحول إلى سلبية في وقت لاحق. كان متوسط الوقت المستغرق للوصول إلى هذه النتائج 31يومًا.

واُختبرت مجموعة فرعية من 1162 مريضًا على فترات منتظمة بعد اختبارهم الإيجابي، مع إجراء الاختبارات مرة أخرى بعد 15 يومًا من أول اختبار إيجابي، ثم بعد 14 يومًا من الاختبار الإيجابي الثاني، ثم تسعة أيام بعد الاختبار الإيجابي الثالث.

وأظهرت سلسلة الاختبارات، أن الأشخاص استمروا في حمل الفيروس لأسابيع بعد تشخيصهم لأول مرة. من بين هؤلاء الأشخاص، حصل 704 أشخاص (60.5 في المائة) على إزالة فيروسية في مرحلة ما خلال نافذة الـ 38 يومًا.

اقرأ أيضا:

من مسافة 226 مليون كلم.. رقم قياسي في إرسال بيانات من الفضاء إلى الأرض

خطأ في النتائج 

لكن 79 في المائة فقط من الذين تم اختبارهم سلبيًا للمرة الثانية، مما يشير إلى أن خمس النتائج السلبية "الواضحة" كانت خاطئة.

قال الباحثون إن إعادة اختبار الأشخاص لمعرفة ما إذا كانوا قد تخلصوا من الفيروس ستؤدي إلى نتائج خاطئة إذا تم إجراؤها بعد وقت قصير من الاختبار الإيجابي الأولي. ويطالبون بالانتظار لمدة أربعة أسابيع على الأقل لمعرفة ما إذا كان شخص ما قد تخلص من الفيروس.

وأشاروا إلى أن الأشخاص الذين تم اختبارهم في وقت مبكر جدًا وتم إخبارهم بشكل خاطئ بأنهم خالون من (كوفيد – 19) قد يخاطرون بنشر المرض للآخرين.

قال الدكتور فرانشيسكو فينتوريلي وزملاؤه: "لتجنب حدوث حالات ثانوية، يجب إما أن تكون فترة العزل أطول (30 يومًا من بداية الأعراض) أو يجب إجراء اختبار متابعة واحد على الأقل قبل التوقف عن العزلة".

لكن الدليل على خطر الانتقال خلال المرحلة (إيجابية فيروس كوفيد) التي تتميز بإيجابية (اختبار المسحة) ضعيف، ولم تقدم البيانات المصلية الحالية أي رؤية إضافية.

علاوة على ذلك، تأثرت الأدلة الوبائية الحالية لانتقال العدوى بكيفية إدارة الحجر الصحي حتى الآن.

في بريطانيا – على سبيل المثال - لا يضطر الناس إلى عزل أنفسهم بعد تلقيهم اختبارًا سلبيًا حتى لو ظهرت عليهم الأعراض. ويمكنهم أيضًا التوقف عن العزل بعد 10 أيام من نتيجة الاختبار الإيجابية، دون الحاجة إلى اختبار آخر لمعرفة ما إذا كانوا لا يزالون يحملون الفيروس.