لقب الصحابي الجليل أبي بن كعب بـ "سيد القرّاء"، وكان نموذجا فريدا في العلم والعبادة وسيدا نجيبا من سادات الأنصار، ويكفي ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حقه " أقرأوكم أُبيّ"
عليكم بالسبيل والسنة
وكان له وصايا ومواعظ جميلة منها: عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ليس من عبد على سبيل وسنة، ذكر الرحمن تبارك وتعالى ففاضت عيناه من خشية الله، فتمسه النار، وليس من عبد على سبيل وسنة، ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخافة الله، إلا كان مثله كمثل شجرة يبس ورقها، فبينا هي كذاك، إذ أصابتها الريح، فتحات عنها ورقها، وإن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة، فانظروا أعمالكم إن كانت اجتهادا، أو اقتصادا، فلتكن على منهاج الأنبياء وسنتهم".
اقرأ أيضا:
للعالم والمتعلم.. نصائح ذهبية من الإمام علياتخذ كتاب الله إمامًا
وقال أبو العالية صاحب التفسير: قال رجل لأبي: أوصني، قال: اتخذ كتاب الله إماما، وارضَ به قاضيا وحكما، فإنه الذي استخلفه رسولكم، شفيع مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم، وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم، وخبر ما بعدكم.
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه، قال: ما من عبد ترك شيئا لله إلا أبدله الله ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، وما تهاون به عبد فأخذه من حيث لا يصلح إلا آتاه الله ما هو أشد عليه منه من حيث لا يحتسب.
وعن أبي العالية , عن أبي بن كعب , رضي الله عنه، قال: المؤمن بين أربع: إن ابتلي صبر، وإن أعطي شكر، وإن قال صدق، وإن حكم عدل، فهو يتقلب في خمسة من النور، وهو الذي يقول الله عز وجل عنه: " نور على نور".. فكلامه نور، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه من نور، ومسيره إلى النور يوم القيامة، والكافر يتقلب في خمس من الظلم: فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله في ظلمة، ومخرجه من الظلمة، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا» ، قال: وسماني؟ قال: «نعم» ، فبكى.