التحذيرات والنواهي بالبعد عن النظر إلى المحارم كثيرة ومعلومة لدى الجميع، لكن من غرائب ذلك ما جاء في كتب الرقائق من منامات ورؤى عن عقوبة إطلاق النظر المحرم.
1-يقول أحد العبّاد : رأيت بعض أصحابنا في المنام فقلت ما فعل الله بك قال عرض علي سيئاتي وقال فعلت كذا وكذا؟! فقلت: نعم قال وفعلت كذا وكذا فقلت نعم ثم قال فعلت كذا وكذا فاستحييت أن أقرأ فقال غفرت لك بما أقررت فكيف بما استحييت فقلت له ما كان ذلك الذنب فقال مر بي غلام أمرد حسن الوجه فنظرت إليه.
2- ورئي في المنام أحد العبّاد أيضا: فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي كل ذنب أقررت به الدنيا إلا واحدا استحييت أن أقر به فوقفني في العرق حتى سقط لحم وجهي فقيل له ما الذنب؟ قال نظرت إلى شخص جميل فاستحييت أن أذكره.
اقرأ أيضا:
مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمان3- وذكر هذه الحكاية أبو طالب المكي عن منصور الفقيه قال: رأيت العابد أبا عبد الله السكري في النوم.
فقلت له: ما فعل الله بك فقال وقفني في العرق حتى سقط لحم خدي قلت لم قال نظرت إلى غلام مقبلا ومدبرا
4- وذكر أبو الحسن الواعظ قال: لما مات أبو نصر حبيب النجار الواعظ بالبصرة رئي في المنام ووجهه كدارة القمر في ليلة البدر وفي وجهه نكتة سوداء..
فقال له الذي رآه حبيب مالي أرى في وجهك هذه النكتة قال قال لي كنت مارا بالبصرة في بني عبس فرأيت غلاما أمرد عليه غلالة يشرق منها بدنه فنظرت إليه.
فلما وصلت إلى ربي قال لي حبيب، قلت لبيك، قال: جز على النار فجزت عليها فنفحتني هذه النفحة فقلت أوه
فناداني نفحة بلمحة ولو زدت لزدناك.
5- وحكى أحد العلماء: أنه كان يقول كان معي شاب حسن الوجه وكان يخدمني فجاءني إنسان من بغداد صوفي وكان كثير الالتفات إلى الشاب فكنت أجد عليه لذلك.
فنمت ليلة من الليالي فرأيت رب العزة في المنام، فقال: يا أبا يعقوب لم لم تنهه وأشار إلى البغدادي عن النظر إلى الأحداث فوعزتي وجلالي إني لا أشغل بالأحداث إلا من باعدته عن قربي.
قال : فانتبهت وأنا أضطرب فحكيت الرؤيا للبغدادي فصاح صيحة ومات فغسلناه ودفناه واشتغل قلبي به فرأيته بعد شهر في النوم فقلت: ما فعل الله بك قال وبخني حتى خفت ألا أنجو ثم عفا عني.