التفاؤل والاستبشار بما هو قادم وصية نبوية أوصانا بها الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالمؤمن إذا كمل وقوي إيمانه لا يعرف الاحباط واليأس والتشاؤم طريقًا إلى قلبه.
فالتفاؤل كما يعرفه أحد أساتذة علم النفس: "هو استبشار نحو المستقبل يجعل الفرد يتوقع الأفضل وينتظر حدوث الخير ويرنو إلى النجاح وهو سر النفس، أما التشاؤم فإنه توقع سلبي للأحداث القادمة يجعل الفرد ينظر حدوث الأسوأ بدلاً من الأفضل".
فالمسلم عليه دائما أن يتوقع الخير والتوفيق في أموره، وأن يلزم التفاؤل، فهذا باب من أبواب التوكل على الله سبحانه وإحسان الظن به، كما أن التشاؤم من أخلاق الجاهلية، وفيه ما فيه من إساءة الظن بالله جل وعلا.
من يتفاءل بالخير يجده والعكس صحيح: إضافة إلى أن من يعتاد التشاؤم والشر قد يبتلى به جزاء وفاقا، ليذوق وبال إساءة الظن بالرحمن الرحيم الحكيم الخبير جل وعلا...
وقد جاء هذا المعنى في قوله صلى الله عليه وسلم من حديث أنس: «والطيرة على من تطير، والطيرة في الإسلام معناها التشاؤم..!
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في تعليقه على هذا الحديث في كتاب مفتاح دار السعادة: وقد يجعل الله سبحانه تطير العبد وتشاؤمه سببا لحلول المكروه به كما يجعل الثقة والتوكل عليه وأفراده بالخوف والرجاء من أعظم الأسباب التي يدفع بها الشر المتطير به، وسر هذا أن الطيرة إنما تتضمن الشرك بالله تعالى والخوف من غيره وعدم التوكل عليه والثقة به...
وكل من خاف شيئا غير الله سُلط عليه، كما أن من أحب مع الله غيره عُذب به، ومن رجا مع الله غيره خُذل من جهته، وهذه أمور تجربتها تكفي عن أدلتها.....
و من تفاءل بالخير يجده إن شاء الله تعالى، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، ويكره التشاؤم والطيرة..
ففي مسند الإمام أحمد وغيره عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، ويكره الطيرة.
فعن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".
ويقول صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم وغيره.
فالتفاؤل هو يبعث بالنفس الأمل ويحفز على الإيجابية والعمل، فمن أمثلة التفاؤل الاستبشار برؤية الهلال والدعاء بالخير ورؤية الطفل حديث الولادة ونزول الغيث.
ومن الأحاديث التي تدعم التفاؤل قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا".
وهنا أورد قوله: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله». وهذه من أحلى الصور محبة الله والثقة به وحسن التوكل عليه.
أما التشاؤم والتطير منهي عنهم في ديننا الحنيف وشريعتنا السمحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطيرة شرك، الطيرة شرك، الطيرة شرك» مكرراً إياها ثلاثاً للتأكيد.
وللأسف الشديد قد نجد في وقتنا هذا من يقرأ الأبراج ويصدقها...!وقد يتفاءل بها أو يتشاءم...! وهؤلاء قال عنهم رسول الله: من أتى عرافاً «أو كاهناً» فسأله فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد!.
وهناك من يتقلد التمائم كطوق بالعنق، أو عين زرقاء وهذا من تلبيس الشيطان بالأذهان.
وهؤلاء قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم: "من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له".
اقرأ أيضا:
8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسناتاقرأ أيضا:
أنسب وأفضل اختيار.. هكذا تراه بنور البصيرة