أنا سيدة مطلقة منذ 14 سنة، والد أولادي لم ينفق على أولاده  الثلاثة منذ الطلاق، وهم الآن مراهقون وأحدهم تخرج من الجامعة، ويعمل لمساعدتي على الإنفاق قدر استطاعته، ولجلب مصروفه الشخصي وتكاليف تعليمه.
أنا أعمل ممرضة، أعمل منذ السابعة صباحًا في مستشفى، وانتهي في الثالثة عصرًا، لأتوجه للعمل في عيادة وأصل بيتي في منتصف الليل.
أنا تعبت، وأحيانًا أفكر في الاتصال به ومطالبته بنفقات أولاده، ثم أتراجع وأصبر نفسي بأن آخذ حقهم منه يوم القيامة، ماذا أفعل؟

الرد:

مرحبًا بك يا سيدتي المكافحة، الطيبة، العظيمة.
أقدر معاناتك، وألمك، وحيرتك، وهذا كله حقك.
بالطبع هذا الوالد مقصر، من أهل الغفلة، ونسيان حق الله عليه في أولاده، ومعروف أنه آثم من يضيع من يعول، وهو قد فعل، وهو ليس قاصر، ولا طفل، محتاج لمن يذكره، أو يطالبه، بل هو واجب عليه، ولكن في بعض الحالات الشاذة عن الفطرة والدين هكذا لابد أن نطالب، ونذكر، ولا نسكت عن هذا الظلم، والخذلان.

اقرأ أيضا:

الذكاءات أنواع.. أيها ينطبق على أبنائك؟

أنت في عبادة بلاشك، تراقبين الله في مسئولياتك، وواجباتك، ولكن هذا لا يعني عدم المطالبة بالحق، والسعي للحصول عليه، فهذا أيضًا "عبادة".
يا سيدتي.. في الحقوق، إما نطالب بها، وهذا الأولى والمحمود، وإما نسقط هذا الحق، وأنت تقولين أنك "تعبت" وهذه "نتيجة" لإسقاطك حق أولادك وعدم مطالبتك بنفقتهم من والدهم، وديًا، أو بالقانون، فماذا بعد هذا الضرر؟!
ما أراه.. أن تطالبي بهذا الحق، بكل الطرق المشروعة، فأنت بذلك تخففين عن نفسك الضرر الجسدي والنفسي الحاصل لك، بلا ذنب، كما أنك تعلمين أولادك قيمة المطالبة بالحق، وعدم السكوت عنه، والشعور بعدم تقدير الذات، وعدم الاستحقاق، أو الاستباحة، جراء ذلك، فينطلقون في الحياة ضعفاء، يشعرون بالبخس، والدونية، ويتركون حقوقهم للآخرين يستبيحونها، وينتهبونها.
سيدتي.. طالبي بحق أولادك، وعلميهم ذلك مع كل أحد، واعتن بنفسك، فإن لبدنك عليك حق، ولنفسك عليك حق، فأعط كل ذي حق حقه، ودمت بخير ووعي وسكينة.

اقرأ أيضا:

هذه التقاليد تهدد كيان الأسرة.. ابتعد

اقرأ أيضا:

أنسى كل ما ذاكرت وأشعر أنني لم أحصل شيئا رغم مذاكرتي الدائمة