في زماننا هذا كثر المتكبرون، ولا تعرف لماذا؟.. أولم يدرك هؤلاء كان كان تواضع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهو خير البشر، وهو الذي غفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه، ومع ذلك لم يكن يومًا إلا متواضعًا مع الجميع، الصغير والكبير، والرجل والمرأة، والطفل والشيخ، فكيف بنا ونحن أتباعه نكن على غير ذلك.. ومن المفترض أن يكون لنا في تواضعه أسوة، فقد كان صلى الله عليه وسلّم يقول: «آكُل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد، فإنما أنا عبد».. ألا فصلوا على من تواضع لله ولعباد الله، وهو أرقى وأنقى وأشرف وأسمى وأتقى وأكرم وهو خير عباد الله.
تواضع غير مسبوق
تواضع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، لم يكن مسبوقًا، فهو الذي أنزل الله عز وجل فيه: «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ » (الشعراء: 214، 215)، وهو الذي أيضًا أوصاه سيدنا جبريل عليه السلام بالتواضع، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جلس الأمين جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد، أرسلني إليك ربك قال: أفملكًا نبيًا يجعلك أو عبدًا رسولاً؟ قال جبريل: تواضع لربك يا محمد، قال: «بل عبدًا رسولاً».. لذلك قال الله عز وجل عنه: «وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ » (الحجر: 88).. ومع ذلك ترى كثير من أتباعه (المسلمون) يتكبرون على خلق الله في كل شيء، وكأنهم خلقوا من طينة غير التي خلق منها الناس!.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهامواقف نتتعلم منها
للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، العديد من المواقف التي تعلمنا كيف نتواضع، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام حين يذكر أي اسم من أسماء الأنبياء للمقارنة به فقال: «لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى»، وكان يقصد بها نفسه.. تخيل هو خير من خلق وهو آخر الأنبياء وهو الذي قال الله عز وجل عنه: «وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ»، ومع ذلك يرفض مساواته حتى بالأنبياء بمن سبقوه، بل أنه لما قال له رجل: يا خير البرية، فقال له صلى الله عليه وسلم: «ذاك إبراهيم عليه السلام»، منتهى التواضع لاشك، خصوصًا لو علمنا أنه من أمّ الأنبياء جميعهم في رحلة الإسراء والمعراج، فكيف بنبينا أن يكون هكذا وكيف بنا ألا نكون على شاكلته.. فكيف إذن نكون أتباعه؟!.