تجلّت بركة النبي صلى الله عليه وسلم في قناعة مخالفيه بصدق دعوته وأنه نبي كريم، حيث أعجزتهم أخلاقه وأعلام نبوته الباهرة.
يقول الصحابي أبو قرصافة رضي الله تعالى عنه: كان بدء إسلامي أني كنت يتيما بين أمي وخالتي وكان أكثر ملاقاة لخالتي، وكنت أرعى شويهات لي.
وكانت خالتي كثيرا ما تقول لي: يا بني، لا تمر على هذا الرجل فيغويك ويضلّك فكنت أخرج حتى آتي المرعى، وأترك شويهاتي.
وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسمع منه ثم أروح غنمي ضمرا يابسات الضروع، لا يوجد بها لبن.
فقالت لي خالتي: ما لغنمك يابسات الضروع؟ قلت: لا أدري، ثم عدت إليه اليوم الثاني، ففعل كما فعل اليوم الأول، ثم إني رحت بغنمي كما رحت في اليوم الأول، ثم عدت إليه في اليوم الثالث، فلم أزل عنده أسمع منه حتى أسلمت وبايعته وصافحته، وشكوت إليه أمر خالتي، وأمر غنمي.
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جئني بالشياه" فجئته بهن، فمسح ظهورهن وضروعهن ودعا فيهن بالبركة، فامتلأت لحما ولبنا.
فلما دخلت على خالتي بهن قالت: يا بني هكذا فارع، قلت: يا خالة، ما رعيت إلا حيث أرعى كل يوم ولكن أخبرك بقصتي، وأخبرتها بالقصة، وإتياني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرتها بسيرته وبكلامه، فقالت أمي وخالتي: اذهب بنا إليه فذهبت أنا وأمي وخالتي فأسلمنا، وبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصافحهن.
كما ظهرت معجزاته وبر كته صلى الله عليه وسلم في إبراء وشفاء أمراض شتى.
يقول رفاعة بن رافع : أخذت شحمة فازدردتها، فاشتكيت منها سنة ثم إني ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بطني فألقيتها خضراء، فو الذي بعثه بالحق، ما اشتكيت بطني حتى الساعة.
وروى جرهد بن خويلد أنه أكل بيده الشمال، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل باليمين، فقال: إنها مصابة، فنفث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما اشتكى حتى مات.
وعن علي قال: أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاك، فقال:اللهم اشفه أو قال: عافه، فما اشتكيت وجعي ذلك بعد.
كما روى جابر رضي الله عنه قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في بني سلمة فوجدني لا أعقل فدعا بماء فتوضأ فرش منه علي فأفقت.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها