سكن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه مدينة حمص، وله بها دار ضيافة، كما كان له أيضا بالرملة وبمصر دار.
يقول ثوبان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يضمن لي خصلة فأضمن له الجنة» ، فقال ثوبان: أنا، قال: «لا تسأل أحدا شيئا» .
قال: فكان ثوبان يسقط سوطه فيذهب الرجل يناوله إياه فما يأخذه منه حتى ينيخ بعيره ثم ينزل فيأخذه.
حوار بين النبي وأحد أحبار اليهود
وعن ثوبان، رضي الله عنه، قال: كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه حبر من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمد، فدفعته دفعة كاد أن يصرع منها، فقال: لم تدفعني؟
قلت: أفلا تقول يا رسول الله؟ فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي».
فقال اليهودي: جئت أسألك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينفعك شيئا إن حدثتك؟» ، قال: أسمع بأذني، فنكت بعود معه، فقال: «سل».
فقال اليهودي: أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هم في الظلمة دون الجسر».
قال: فمن أول الناس إجازة؟ قال: «فقراء المهاجرين» ، قال اليهودي: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: «زيادة كبد الحوت».
قال: ما غذاؤهم على إثرها؟ قال: «ينحر لهم ثور الجنة، الذي يأكل من أطرافها».
قال: فما شرابهم عليه؟ قال: «من عين تسمى سلسبيلا» ، قال: وجئتك أسألك عن شيء لا يعلمه من أهل الأرض إلا نبي، أو رجل، أو رجلان، قال: «ينفعك إن حدثتك؟» ، قال: أسمع بأذني.
قال اليهودي : جئتك أسألك عن الولد؟ قال: «ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل كان أنثى » ، فقال اليهودي: صدقت، وإنك نبي، ثم انصرف، فذهب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه، وما لي بشيء منه علم، حتى آتاني الله به» .
اقرأ أيضا:
هل تعرف قصة العاشق التقي؟