كان الصحابي عبد الله بن مسعود من عبّاد الصحابة، ومن أمهرهم في قراءة القرآن، وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم :" أنت غلام معلّم".

مواعظه البليغة:

قال عبد الله رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه إذا الناس يختالون.
وقال: إني لأكره أن أرى الرجل فارغا لا في عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة.
وكان يقول: لا ألفين أحدكم جيفة ليل، قطرب نهار، والقطرب: النمل الأسود الكبار تكون في المفاوز، تنقل الحبوب إلى جحرها، فربما تنقل شيئا كثيرا، ولا تأكل منها إلا يسيرا.
وقال عبد الله: ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك، ومن يقرع باب الملك يفتح له، وقال: ليس العلم بكثرة الرواية، ولكن العلم الخشية.
وكان يقول: ويل لمن لا يعلم، ولو شاء الله لعلمه، ويل لمن يعلم ثم لا يعمل، سبع مرات.
وقال رجل عند عبد الله: ما أحب أن أكون من أصحاب اليمين، أكون من المقربين أحب إليّ، فقال عبد الله: لكن هاهنا رجل ود أنه إذا مات لم يبعث، يعني نفسه.

اقرأ أيضا:

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

كلمات جوامع نوافع

وأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، علمني كلمات جوامع نوافع، فقال: اعبد الله ولا تشرك به شيئا، وزل مع القرآن حيث زال، ومن جاءك بالحق فاقبل منه، وإن كان بعيدا بغيضا، ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وإن كان حبيبا قريبا.
وروى ابن مسعود قائلا: بينما أنا أصلي ذات ليلة إذ مرّ بي النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: «سل تعطه» ، فرجع أبو بكر إلى عبد الله فقال: الدعاء الذي كنت تدعو به آنفا أعده عليّ.
 فقال: حمدت الله ومجدته، ثم قلت: لا إله إلا أنت وعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق ورسلك حق، وكتابك حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد ".
وقد قيل لحذيفة بن اليمان : أخبرنا برجل قريب الهدى والسمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما أعلم أحدا أقرب هديا وسمتا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن عبد، ولقد علم المحفوظون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة يوم القيامة.