الإمام البخاري هو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ولد في بخاري احد مدن جمهورية اوزبكستان احد جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في "13 شوال 194 هـ - 1 شوال 256 هـ" "20 يوليو 810 م - 1 سبتمبر 870 م" وقد نسب اسمه الي مدينة بخاري التي نشا وترعرع فيها تربّى في بيت علم إذ كان أبوه من العلماء المحدّثين،

الإمام البخاري اشتهر بين الناس بسمته وورعه، ورحل في طلب الحديث وروى عن مالك بن أنس وحماد بن زيد كما رأى عبد الله بن المبارك وقد توفي والد الإمام البخاري صغيرا فنشأ البخاري يتيماً في حجر أمه، وروى المؤرخون أن بصره أصيب وهو صغير فرأت أمه إبراهيم عليه السلام في المنام فقال لها:"يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك ولكثرة دعائك" فأصبح وقد رد الله عليه بصره.

من هو البخاري ؟

. الإمام البخاري يعد أحد كبار الحفّاظ الفقهاء من أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل عند أهل السنة والجماعة، له مصنّفات كثيرة أبرزها كتاب الجامع الصحيح، المشهور باسم صحيح البخاري، الذي يعد أوثق الكتب الستة الصحاح والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم. وقد أمضى في جمعه وتصنيفه ستة عشر عاماً.

وكان للبخاري اسهام ملحوظ في حفظ السنة النبوية الشريفة حيث جمع حوالي ستمائة ألف حديث ونال شهرة واسعة وأقرّ له أقرانه وشيوخه ومن جاء بعده من العلماء بالتقدّم والإمامة في الحديث وعلومه، حتّى لقّب بأمير المؤمنين في الحديث.

اظهار أخبار متعلقة

وكان للإمام البخاري المئات بل الآلاف من التلاميذ حيث تتلمذ علي يديه كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي وغيرهم، وهو أول من وضع في الإسلام كتاباً مجرّداً للحديث الصحيح.

ذات يوم ركب الإمام البخاري سفينة في البحر وكان معه ألف دينار، وكان هذا مبلغا طائلا حينها، فجاء إليه رجل من أصحاب السفينة وأظهر له الحب والمودة وأخذ يتقرب منه ويجالسه دائماً، وعندما وجد الإمام البخاري حبه وولاءه له مال إليه، حتي أنه أخبره ذات يوم عن الدنانير الموجودة لدية .

البخاري أمير المؤمنين في الحديث 

وصباح أحد الأيام قام هذا الرجل من نومه يبكي ويمزق ثيابة ويطلم وجهه، إلتف لوحه الناس يسألونه عن سبب فعلة هذا، فقال لهم أنه كان لديه صره تحوي ألف دينار وقد ضاعت،

وهنا أخذ رواد السفينة يبحثون في السفينة بالكامل ويفتشون الجميع، فأخرج الإمام البخاري حينها صرته وألقاها في البحر خفية، وهكذا إنتهي الناس من تفتيش السفينة بالكامل ولم يعثروا علي الدنانير، فرجعوا إلي الرجل يبخونة بشدة لأنه كاذب .

اقرأ أيضا:

وبعد انتهاء الرحلة ونزل الناس من السفينة ذهب الرجل إلي الإمام البخاري وسأله : ماذا فعلت بصرة الدنانير ؟ فقال له : ألقيتها في البحر، تعجب الرجل كثيراً من فعله وسأله : كيف صبرت علي ضياع كل هذا المال منك ؟

وقد رد البخاري علي رفيقه في السفينه قائلا: أنا أفنيت حياتي كلها أجمع أحاديث رسول الله صلي الله علية وسلم، وعرف العالم كله صدقي وثقتي، فلم يكن أبداً من الممكن أن أعرض سمعتي إلي تهمة سرقة مهما كان الثمن مقابلها ، وهل الدرة الثمينة التي حصلت عليها طوال حياتي "يقصد الثقة والعدالة " أضيعها مقابل عدة دنانير .

وهكذا اسهمت عدالة الإمام البخاري ومصداقيتها في افلاته من الفخ الذي نصبه رفيقه في السفينة حيث كان حرصه علي الثقة فيه وعدالته اكثر من رغبته في جمع المال وكيف لأ أمير الحديث النبوي هو الأشهر في جمع أحاديث النبي فهل يعرض هذه العدالة والمصداقية لمجرد شك حتي لو كان ذلك مقابل هذا المبلغ الكبير من المال في حينه.