عندما هاجر المسلمون إلى الحبشة، وعادوا منها ذكروا الكثير من أمور التعامل على أرض الحبشة، ومنها ما كان ما بين الناس وأصحاب القرار هناك من الأمراء وغيرهم.
قصة العجوز:
لما رجع المسلمون من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: «ألا تخبروني بأعجب شيء رأيتم بأرض الحبشة؟».
فقال بعضهم: بلى يا رسول الله، بينما نحن جلوس إذ مرت علينا عجوز من عجائزهم تحمل على رأسها قلة من ماء، فمرت بفتى منهم، فجعل إحدى يديه بين كتفيها، ثم دفعها فخرت على ركبتيها، وانكسرت قلتها.
فلما ارتفعت التفتت إليه، فقالت: سوف تعلم يا غادر، إذا وضع الله الكرسي، وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدقت، كيف يقدس الله قوما لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم».
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟جزاء الظلمة والمتكبرين:
1-يقول الصحابي أنس بن مالك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يؤتى بالحكام يوم القيامة بمن قصّر، وبمن تعدى، فيقول الله: أنتم خزّان أرضي، ورعاة غنمي، وفيكم بغيتي، فيقال للذي تعدى: ما حملك على تعديك؟ فيقول: غضبت لك يا رب، فيقول الله: أنت أشد غضبا مني؟ ويقال للذي قصر: ما حملك على ما صنعت؟ فيقول: رفقت بعبادك، فيقول الله: أنت أرفق بهم مني؟ انطلقوا بهم فسدوا بهم ركنا من أركان جهنم ".
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يحشر المتكبرون يوم القيامة في مثل صورة الذر، يعلوهم كل شيء من الذل، يساقون إلى سجن في جهنم تعلوهم النار ، يسقون من طين الخبال، عصارة أهل النار".
3- وذكر الإمام الأوزاعي، قال: " قال سليمان بن داود عليه السلام: يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا وضع المنبر لفصل القضاء؟ يا معشر الجبابرة، كيف إذا لقيتم ربكم الجبار فرادى فترون قضاءه؟ ".
4- وقال سالم بن عبد الله بن عمر: بينما الصحابي كعب بن مالك جالس في مسجد رسول الله بالمدينة، بينما رجلان يحدث أحدهما صاحبه، وكعب يسمع إذ قال أحدهما لصاحبه: رأيت الليلة كأن الناس يحشرون في صعيد واحد، وجاءت الأنبياء مع كل رجل منهم أربعة، يعني مصابيح، مصباح من بين يديه، ومصباح من خلفه، ومصباح عن يمينه، ومصباح عن يساره، ومع كل رجل من أتباعهم مصباح، مصباح، إذ قام رجل فأضاءت الأرض بنوره، كأن كل شعر رأسه مصباح، مع كل رجل من أتباعه أربعة مصابيح، مصباح من بين يديه، ومصباح من خلفه، ومصباح عن يمينه، ومصباح عن يساره، قلت: من هذا؟، قالوا: هذا محمد صلى الله عليه وسلم. قال كعب للمحدث: «ما هذا يا عبد الله؟» قال: رؤيا رأيتها، فقال كعب: «والله لكأنك نشرت - أي بعث فرأيت الوصف كما هو-».