جاء في أشراط الساعة أحاديث كثير تبين علاماتها ومن هذه العلامات ظهور المهدي..
والسؤال من هو المهدي وما صفته ومن أين يخرج .. وكم يمكث .. وما يفعل عند ظهوره.
هذه الأسئلة وغيرها أجابت عنها السنة النبوية وبينت صفاته.
اسم المهدي وصفته:
ومما جاءت به السنة بيان اسمه وصفته ومكان خروجه، فقد روى أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" وفي رواية لأبي داود: "يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي". والحديث قال عنه الترمذي: حسن صحيح، وصححه أحمد شاكر والألباني، وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، يملك سبع سنين" رواه أبو داود والحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المهدي من عترتي من ولد فاطمة" رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني.
هل المهدي معروف بالصلاح قبل ظهوره؟
الثابت في هذا السؤال ان المهدي لم يكن يعرف هو نفسه أنه المهدي كما لا يعرف بصلاحه بل يصلحه الله أي يتوب عليه في ليلة وبهذا يعلم أن كان رجلا عاديًا لكنه من آ بيت النبي ومن عترته كما مر .
ومما يؤكد هذا المعنى ما جاء في الحديث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة" رواه أحمد وابن ماجه، وصححه أحمد شاكر والألباني. قال ابن كثير في كتابه النهاية في الفتن والملاحم: (أي يتوب الله عليه، ويوفقه ويلهمه، ويرشده بعد أن لم يكن كذلك).
ماذا يفعل المهدي بعد ظهوره؟
هل يكفي ظهور المهدي كعلامة ليلم الساعة أم أنه يمارس عملا معينا بالطبع له وظيفة أعده الله لها، وهذه الوظيفة بينتها الأحاديث منها ما جاء عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانيًا. يعني حججًا" رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وقال عنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: هذا سند صحيح رجاله ثقات.
أين يظهر المهدي؟
الثابت المهموم من مجموع الأحاديث أنه ينزل جهة المشرق ، فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي" رواه ابن ماجه والحاكم وقال: على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: هذا إسناد قوي صحيح.
قال ابن كثير: "والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق، ويبايع له عند البيت، كما دل على ذلك بعض الأحاديث".
وقال ابن كثير أيضًا: "والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة، يقتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء، حتى يكون آخر الزمان، فيخرج المهدي، ويكون ظهوره من بلاد المشرق، لا من سرداب سامرًا، كما يزعمه جهلة الرافضة من وجوده فيه الآن، وهم ينتظرون آخر الزمان، فإن هذا نوع من الهذيان، وقسط كبير من الخذلان، شديد من الشيطان، إذ لا دليل على ذلك ولا برهان، لا من كتاب ولا سنة ولا معقول صحيح ولا استحسان" ، وقال ابن القيم في المنار المنيف: (ولقد أحسن من قال: ما آن للسرداب أن يلد الذي كلمتموه بجهلكم ما آنا؟).