لحظة الموت، هي اللحظة الأكيدة التي ستمر على كل إنسان مهما كان، ولكن لا أحد يشغل باله بها للأسف، مع أنها آتية لا محالة، ومع أنها أهم اللحظات أي إنسان، فبعدها مباشرة تكون بين يدي الله العزيز الجبار، ومنها إما نعيم أو والعياذ بالله شيء آخر!
قد يتصور الإنسان أن حياته بمنأى ومعزل عن هذه اللحظة، وفي الحقيقة أن حياتك كلها، تقدم لك هذه اللحظة، فإما تكون سهلة ميسرة، أو العكس والعياذ بالله، فليس لرجل عاش حياته يحب الله ويتقرب إليه، ويحب الناس ويحسن إليهم، أن يجعل له هذه اللحظة صعبة، بينما في المقابل كيف يتصور إنسان عاش حياته بلا هدف بعيدًا عن طريق الله عز وجل، أن يتصور أن هذه اللحظة لن تأتيه، وإن جاءت فستمر مرور الكرام!.
رؤيا حقيقية
في لحظة الموت، يرى الإنسان ما لا يمكن أن يراه وهو حي يرزق، فقد روي عن عدد من الصحابة الكرام رضوان الله عنهم أجمعين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه»، فقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، أهو الموت؟ فكلنا يكره الموت، قال: «لا يا عائشة ، ولكن المؤمن إذا حضر أجله بشرته الملائكة برحمة الله ورضوانه، فيحب لقاء الله ويحب الله لقاءه، والكافر متى حضر أجله بشر بغضب الله وعقابه فيكره لقاء الله فيكره الله لقاءه».. إذن هي لحظة تعمل لها من الآن، وتراها بين عينيك بين عملك.. فإن كان صالحا رأيت ملائكة الرحمة، وإن كان العكس وليعاذ بالله رأيت العكس.
اقرأ أيضا:
بها طمأن النبي صاحبه وبدد موسى خوف قومه.. استشعار معية الله مصدر كل طمأنينةيومئذ تتذكر
في هذا اليوم يمر شريط حياتك أمام عينك، لحظة لحظة، وكل ذلك في لحظة واحدة، فإن كان خيرًا فيا جميل ما صنعت، وإن كان غير ذلك، فيا أصعب هذه اللحظة، قال تعالى: «يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيتَني قَدَّمتُ لِحَيَاتِي » (الفجر: 23 - 24)، ثم تأتي اللحزة الأكثر حسمًا وهي عرض أعمالك عليك، كلها دون نقصان، قال تعالى: «قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » (الجمعة: 8)، فإن كنت الآن تقرأ هذا التقرير فاعلم أنه مازالت أمامك الفرصة كاملة لكي تصنع بيدك جمال هذه اللحظة، أو يفوتك العمر والوقت ثم تندم!.