أخبار

دراسة: شرب الشاي والقهوة مفيد لمرضى الروماتيزم

انتبه.. 4 أطعمة "صحية" تحرمك من فقدان الوزن

"آن كان ابنَ عَمَّتِكَ؟".. تعرف على قصة الكلمة التي أغضبت رسول الله

سؤال محير عن سرقة "القرامطة" للحجر الأسود.. هذه إجابته

قلب المؤمن ليس كقلب غيره.. ما علامة ذلك؟

الإيمان قول وعمل واعتقاد.. وهذا هو الدليل

تحول العافية وفجاءة النقمة.. البلاء الذي استعاذ منه النبي

١١ وسيلة تحببك فى الطاعة وتكرهك فى المعصية.. احرص عليها

قيمتك بأخلاقك وقيم ما تدين به.. فماذا هي قيمتهم وقيمهم؟

منذ طفولتي أسعد بإيذاء مشاعر الآخرين.. كيف أتعافى؟

حتى يقبل الله عبادتك.. ماذا عليك أن تفعل؟

بقلم | أنس محمد | الاحد 04 اكتوبر 2020 - 01:29 م




ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن تصحيح النوايا وشروط قبول العبادات: " إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" ، وقال الله تعالى: "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ۝ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا [الإسراء:18-19].

فمن شروط قبول العبادة إرادة الآخرة وإرادة وجه الله جل وعلا والتقرب إليه ليفوز بالجنة والسعادة، لذلك يقول الله تعالى : وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا [الإسراء:19]، أي بما هو إرادة وعمل، ثم قال: وَهُوَ مُؤْمِنٌ [الإسراء:19]، فلا بد أن يكون هذا السعي وهذه الإرادة صادرين عن إيمان بالله ورسوله عن صدق عن إخلاص.

 فلو أراد وسعى عن غير إيمان لن ينفعه ذلك، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا [الإسراء:19].

شروط العبادة


فمن شروط العبادة ان يحاسب الإنسان نفسه وأن ينظر في هذه العبادة، وأن يحاسب نفسه حتى يعرفها جيدًا، وحتى يؤديها كاملة، فالعبادة هي الذل والخضوع لله عن محبة له سبحانه، عن رغبة فيما عنده، عن رجاء، عن خوف، لا مجرد ترك الشيء أو فعله، بل لا بد أن يكون ذلك عن محبة له سبحانه صادقة، وعن إخلاص له سبحانه، وعن رغبة فيما عنده، وعن خشية الله، وخوف منه سبحانه وتعالى.

كما يجب أن تكون هذه العبادة موافقة لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وموافقة لما شرع الله و لا بد أن تكون العبادة لله وحده، قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21].

فالحساب عند الله ليس على النية وحدها، فلا يقبل العمل إلا إذا كان خالصا لله، موافقا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المراد من قوله تعالى: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً {الملك: من الآية2} .


 قال الفضيل بن عياض في تفسير العمل الحسن: أخلصه وأصوبه، فقيل له: ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصاً، ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، فالخالص ما كان لله، والصواب ما كان على السنة.

فمن أراد الوصول إلى مرضاة الله ، فليلزم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فكل الطرق إلى الله تعالى مسدودة، إلا هذا الطريق، طريق نبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور: 63} وقال: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً {الكهف: من الآية110}.


اقرأ أيضا:

الإيمان قول وعمل واعتقاد.. وهذا هو الدليل

الابتعاد عن الهوى


ومن شروط قبول العبادة أن يعبد الإنسان ويقوم بعبادته على الوجه الذي يرضي ربه عنه خالصا لوجهه، ولا يعبد بمجرد هواه، فالباعث على العبادة طلب مرضاة الله، والإخلاص له ، وأن تصلي لله، تصوم لله، تتصدق لله، تأمر بالمعروف، تنهى عن المنكر لله لا لقصد كذا وكذا، تصوم لله، تحج لله، الباعث هو قصد وجه الله، والمراد طلب مرضاته.

فإذا دخلت في الإسلام وكنت من المسلمين فلا بد في كل أعمالك من الشرطين، لا بد في كل أعمالك التي تتقرب بها إلى ربك والتي أنت مأمور بها من صلاة وصوم وصدقات وبر وغير ذلك لا بد أن يكون لله، فعلته لله لا للرياء، ولا لطلب حمد الناس وثنائهم، ولا لأجرة تأخذها، إنما فعلته لله.

 والأمر الثاني: أن يكون موافقًا للشريعة، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [هود:7]، قال جل وعلا: إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الكهف:7]، وقال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك:2].

ثم إنه جل وعلا لم يقل: أكثرهم عملًا، ولم يقل: ليبلوهم أيهم يكون حسن العمل، بل قال: أحسن، بصيغة التفضيل ليدل على أنه أمر عظيم، يدل على أن المطلوب المنافسة في الخير، والمسابقة، حتى يكون العمل أحسن، أحسن عملًا وأكمل عملًا، ما قال: أكثر عملًا، فالاعتبار بحسن العمل وكمال إخلاصه وكمال موافقته للشريعة وإن كان قليلًا، فصلوات قليلة وصوم قليل مع الفريضة وصدقات قليلة مع الفريضة وهكذا بقية العبادات متقنة كاملة على الوجه الأكمل في الإخلاص والصدق أفضل من شيء كثير مع ضعف الإخلاص وضعف الصدق، فالله يبتلينا لينظر -وهو العالم بكل شيء- أينا أحسن عملًا، هو يعلم من هو أحسن عملًا، ومن ليس كذلك، ولكن المعنى ليبلونا حتى يظهر ذلك، حتى يوجد ذلك بيننا، لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا[الملك:2].

وفي هذه الدار دار الامتحان دار الاختبار دار العمل أينا أكمل صلاة في خشوعه وصدقه وإقباله على الله ورغبته فيما عنده وإعراضه عن الشواغل الأخرى؟ أينما أكمل في إخلاصه في صدقاته وزكواته وفي صومه وفي حجه وفي بره للوالدين وفي أمره بالمعروف وفي نهيه عن المنكر وفي غير ذلك؟ أينا أكمل إخلاصًا وأكمل صدقًا في جميع أنواع العبادات التي يؤديها.

 فالإقبال على العمل والصدق في إكماله والعناية بإخلاصه لله من الشوائب له شأن عظيم، فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة العناية بهذا الأمر، وأن يكون في أعماله كلها يتحرى الإخلاص لله وإكماله والعناية به، ويتحرى الموافقة للشريعة.



الكلمات المفتاحية

الابتعاد عن الهوى شروط العبادة قبول العبادة

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن تصحيح النوايا وشروط قبول العبادات: " إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى،