من أكثر الصحابة الذين دار حولهم الحديث وروايات التاريخ، وما وقع في عصره إمارة وخلافة من أحداث.

وكان معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، أميرا عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة، بعد خمس سنين من خلافة علي رضي الله عنه.

قال القاسم بن محمد حفيد الصديق أبو بكر: قال معاوية بن أبي سفيان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلى الأمير جالسا فصلوا جلوسا» .

قال القاسم: فتعجبت من صدق معاوية رضي الله عنه.

وقال معاوية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم» .

قال أبو الدرداء: كلمة سمعها معاوية رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفعه الله بها.

 وقيل لعائشة، رضي الله عنها: بويع معاوية، فقالت: هو ملك الله يؤتيه من يشاء.

يقول الصحابي ابن عمر رضي الله عنهما : ما رأيت أسود من معاوية، يعني أحسن سؤددا.

وكان معاوية يقول: ما زلت أطمع منذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معاوية إذا ملكت فاسجح»- أي فاعفُ.

 وقال الإمام علي رضي الله عنه: لا تكرهوا إمارة معاوية، والله لئن فقدتموه لكأني أنظر إلى الرءوس تندر عن كواهلها كالحنظل.

قال أهل التاريخ: فتح الله به الفتوح، فكان يغزو الروم، ويقسم الفيء والغنيمة، يقيم الحدود، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

وقد قال عنه  ابن عباس، رضي الله عنه: كان معاوية فقيها.

وقد توفي سنة ستين، كان أبيض طويلا، أبيض الرأس واللحية، وقال ابن عباس رضي الله عنه: ما رأيت رجلا أخلق للملك من معاوية، كان الناس يريدون منه أرجاء واد رحب، ليس بالضيق الحصر.

وعن أبي صالح قال: كان الحادي يحدو بعثمان رضي الله عنه، ويقول:

إن الأمير بعده علي .. وفي الزبير خلف رضي

قال كعب: بل هو صاحب البغلة الشهباء، يعني معاوية رضي الله عنه، فأتاه، فقال: يا أبا إسحاق، يقول هذا، وهاهنا علي والزبير وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: أنت صاحبها.

قال أهل التاريخ: كان عند معاوية رضي الله عنه، قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإزاره، ورداؤه، وشعره، فأوصاهم عند موته، فقال: كفنوني في قميصه، وأدرجوني في ردائه، وأزروني بإزاره، واحشوا منخري شعره، وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين.

ومن جميل عباراته التي تكشف سياسته:" والله لا أضع لساني حيث يكفيني مالي ، ولا أضع سَوْطي حيث يكفيني لساني ، ولا أضع سيفي حيث يكفيني سَوْطي ، فإذا لم أجد إلا السيف ركبته".

اقرأ أيضا: