كانت تتواتر الأنباء عن ظهور عمر بن عبد العزيز قبل ظهوره بل قبل ولادته، ومثل هذه الأمور في ذلك العصر، لا تقال إلا توقيفا أي لا يمكن معرفتها إلا بدليل من الوحي.
يقول الإمام البيهقي عن نافع رضي الله عنه قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:في ولدي رجل بوجهه شين يلي فيملأ الأرض عدلا، قال نافع: لا أحسبه إلا عمر بن عبد العزيز.
كما روى البيهقي أيضا عن نافع رضي الله عنه قال: كان ابن عمر يقول كثيرا: ليت شعري، من هذا الذي من ولد عمر في وجهه علامة يملأ الأرض عدلا.
وعن عبد الله بن دينار رضي الله عنه قال: قال ابن عمر رضي الله عنه: يزعم الناس أن الدنيا لن تنقضي حتى يلي رجل من آل عمر، يعمل بمثل عمر، فكانوا يرونه بلال بن عبد الله بن عمر، وكان بوجهه أثر فلم يكن هو، فإذا هو عمر بن عبد العزيز، وأمه ابنة عاصم بن عمر بن الخطاب.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لا تلعنوا بني أمية، فإن فيهم أميرا صالحا، يعني عمر بن عبد العزيز.
كما روى البيهقي عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: الخلفاء أبو بكر والعمران، فقيل: من عمر الآخر؟ قال: يوشك أن تعرفه.
قال البيهقي وابن المسيب مات قبل عمر بن عبد العزيز بسنتين ولا يقوله إلا توقيفا.
وصية النبي للأنصار
كما أخبر صلى الله عليه وسلم الأنصار بأنهم سيلقون بعده أثرة- أي تفضيلا لغيرهم عليهم- فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصار حين أفاء الله عليه أموال هوازن: «إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها» ، قالوا: يا رسول الله، ما تأمرنا؟ قال: «تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم».
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصار:«ستلقون بعدي أثرة في القسم، والأمر، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» .
وأتى أيوب أتى معاوية فذكر حاجة له فجفاه ولم يرفع به رأسا، فقال أبو أيوب: أما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خبرنا أنه ستصيبنا بعده أثرة قال: فبم أمركم؟قال: أمرنا أن نصبر حتى نرد عليه الحوض، قال: فاصبروا إذا، فغضب أبو أيوب، وحلف أن لا يكلمه أبدا.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها