كثير منا لا يهتم بترديد كلمات الاستغفار، وينسى أو يتناسى، أن هذه الكلمات البسيطة هي الأمل الأهم له في الدنيا قبل لقاء ربه عز وجل.. لأنه مهما طال الأجل، لابد ليوم يأتي فيه النهاية.. وحينها سندرك جميعًا أهمية الاستغفار، وسنتمنى لو أن حياتنا كلها كانت عبارة عن كلمات استغفار لا تنتهي.
قد يتصور البعض أنه بمنأى عن الاحتياج للاستغفار، وينسى بأن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه، حين حضرته الوفاة، وكان بجوار أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فأسندته إليها، وكان موته في بيتها، وفي حجرها رضي الله عنها، وعند اشتداد سكرات الموت عليه أقر بأن للموت سكرات، فرفع إصبعه ونظر إلى السماء، وسمعت عائشة منه كلمات فأصغت إليه، وإذ به يقول: «اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، وقد كررها ثلاثا قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى»، صلوات الله وسلامه عليه.
لسان من الاستغفار
كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، حاله يشبه إنسانًا يعيش بين الاستغفار ليل نهار، لا يمل ولا يكل من ترديد كلمات الاستغفار، لما لها من عظيم الفضل في حياة الإنسان، فبها يرفع الله درجات الإنسان، وبها يحط عنه أي خطيئة مهما كانت، فعن الأغر المزني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة»، بينما روى سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة».. انظر كأنه لم يكن ليقول أي كلمات أخرى في يومه كله سوى الاستغفار.. فهلا تعلمنا منه وأخذنا منه هذا الفضل العظيم!.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاانصت وتعلم
عزيزي المسلم، انصت لما كان عليه حال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلم منه، وانقل عنه، وحافظ على ما كان يفعل، تنجح في دنياك وآخرتك، فقد أخرج مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول قبل أن يموت: «سبحانك وبحمدِك، أستغفرك وأتوب إليك»، قالت: قلت يا رسول الله، ما هذه الكلمات التي أراك أحدثتها تقولها؟ قال: «جعلت لي علامة في أمتي إذا رأيتها قلتها»: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ﴾ (النصر: 1) إِلى آخر السورة».. ولما لا وهو يعلم عليه الصلاة والسلام مدى فضل وعظم وقدر الاستغفار عند الله عز وجل، فكيف بنا نحن!.