كنت أعاني منذ سنتين تقريبًا من متلازمة حب المستشفيات، وكنت بالطبع أكذب كثيرًا وأدعي المرض خاصة مع أصدقائي.
وفي يوم عرفة قررت أن أتوب عن هذا، وبكيت كثيرًا لله، فهل سيقبل رب العالمين توبتي، أريد أن يطمئن قلبي؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي..
لاشك أن ما كنت تعانين منه مؤلم، وقاسي.
لكنك لم تذكري تفاصيل تشخيص ما لديك على أنه اضطراب افتعال المرض أو "حب المستشفيات" وفق طبيب، أم وفق قراءاتك.
المعروف يا صديقتي أن صاحب هذا الاضطراب النفسي يكون واعيًا بأنه يفتعل أعراضًا مرضية لكنه لا يعي السبب وراء ذلك.
لذا، فالأمر لا يتعلق بـ"كذب" وشعور بالإثم ومن ثم التوبة لله وفقط.
فالله عز وجل يقبل التوبة النصوح، فالإقلاع تمامًا والعزم على عدم العودة أبدًا هو معنى التوبة النصوح التي يقبلها الله سبحانه وبحمده.
وأنت الآن تبت، ومعنى هذا أنك وقعت في دائرة التائب من الذنب الذي هو كمن لا ذنب له، فأبشري.
ولكن اتمام هذه البشرى هو أن تتواصلي مع متخصص نفسي للتعافي من هذا الاضطراب، فهذه الاضطرابات يا عزيزتي تحتاج لعلاج حتى لا تتكرر، وما يجعل هناك احتمالية للعودة والتكرار هو عدم كشف "السبب" وراءها، ومعالجته، والتعافي منه.
ربما هو فقد اهتمام، شعور بلرفض، اكتئاب، حادث منذ الطفولة، علاقات أسرية جافة ومشوهة، إلخ.
لابد من كشف السبب، وتعلم كيفية تسديد احتياجاتك النفسية غير المشبعة بطرق صحية بعيدًا عن افتعال المرض، وايذاء النفس، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟ اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟