أنا فتاة عمري24 سنة، أقيم مع أهلي في بلد أجنبي، يتقدم لخطبتي الكثير من الشباب، وفي كل مرة لا يتم الأمر، إما لأنه لم يكمل تعليمه، أو بسبب فارق العمر الكبير، أو لطبيعة عمله غير المناسبة لوضعي الاجتماعي.
ومؤخرًا تقدم لي شباب مناسبون في كل شيء ولكنهم مدخنون، فرفضتهم أيضًا.
الآن، أنا محتارة جدًا، تقدم لي شخص عمره 26 سنة، وصفاته مقبولة بشكل عام، ويقيم مع أهله في البلد نفسها التي نقيم فيها، لكنه مدخن منذ الثانوية.
هل يجب عليّ النقاش في موضوع التدخين، أم أرفضه، فأنا أكره رائحة المدخنين، وآثاره الصحية الجانبية، وقلقة بشأن تربية الأطفال مع أب مدخن. أنا خائفة من الرفض المستمر بسبب التدخين، ومعظم الشباب مدخنين.
أنا خائفة من الموافقة والندم في المستقبل، ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر حيرتك، وأنت محقة، فوضعك صعب، وتساؤلك في محله.
أتفهم مخاوفك من الموافقة ثم الندم، أو الرفض ثم الندم أيضًا!
هذه هي الحقيقة.
الخطر يا عزيزتي أن تتفقي مع شخص على شيء أنت غير موافقة عليه، فلابد من توضيح رفضك للتدخين عندما يتقدم لك مدخن، فإذا كانت لدى الشاب المتقدم لك قابلية وإرادة شخصية منه للإقلاع عن التدخين، سيفهم رفضك، ويبذل محاولات للتغيير وترك التدخين، أو يفضل أن يظل مدخنًا وينصرف.
ما أقصده أنك قد تصادفين شابًا يحبك ويصر على الارتباط بك، وبالتالي لا يصبح التدخين أولوية ينبغي الحرص عليها.
هذه احتمالية تظل قائمة، وأنت لازلت صغيرة، فلا تيأسي.
لن أشجعك على قبول سلوك لا تقبلينه، فسيصدك عدم القبول آجلا أو عاجلًا عن شريككن وستكون عندها خسائرك، وندمك أشد فداحة، فلا أنت قادرة على الاستمرار معه، ولا هو لديه رغبة ولا إرادة على ترك التدخين، وستصبح حياتك معه جحيمًا، إما الاستمرار كدرًا أو الطلاق.
بعض الفتيات والسيدات لدى مواجهتهن لهذه الورطات عند الارتباط يتمكن من التكيف، وفرض شروط منذ البداية على الشخص المدخن المتقدم للزواج، بداية من التصريح بعدم قبولها للتدخين ومن ثم عدم التدخين في وجودها، وفي البيت، وأمام الأطفال، ولدى قبول الشخص لهذه الشروط يوافقن على الزواج، فهل أنت لديك القابلية والقدرة على قبول هذا الوضع؟!
ودائمًا وكما هو معروف، البت في قرار مصيري كالزواج، هو من حق صاحبه فقط، فالمشورة لا تعني اتخاذ قرار بالنيابة ولا فرض حل معين، وإنما مناقشة جميع الخيارات، والحلول، أمام المستشير وبذا تكون قد تمت المساعدة، والمشورة، فالقرار لك، قرارًا "واعيًا" بدون مخاوف، ولا غصب للنفس، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟ اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟