مرحبًا بك يا عزيزتي..
من السذاجة أن نعتقد أن الحب، والتسامح، والاحتواء، والتغاضي، هو الحل الوحيد، لمثل هذه الحالة الخاصة بزوجك، وأن الرجال يشبهون بعضهم البعض لدى المرور بهذه الخبرة، ومن ثم فما صلح مع فلان يصلح مع زوجك.
هناك حالات عابرة، خفيفة، تعود بالفعل وتقلع عن مثل هذه التصرفات، وهناك حالات مستعصية، مضطربة نفسيًا، من الصعب أن يعود ويفي بوعد ويقلع عن تعدد علاقاته النسائية بدون علاج نفسي، وزوجك من النوع الثاني، لذا لم يجدي معه جهدك ولا حبك، ولن يجدي!
زوجك يا عزيزتي "مدمن"!
فنحن نعتقد خطأً أن الإدمان هو للمخدرات، الكحوليات، إلخ، بينما الإدمان بحر واسع بلا شواطيء.
ولأن اضطراب زوجك له علاج، وسهل، وممكن، فلابد من اقناعه بالحيلة لأنه غالبًا لن يستجيب للفكرة، بل ربما يعتبرها مشينة، أو كاذبة، وربما يتهمك أنت بالجنون، والمرض.
وهذه الحيلة هي الذهاب معًا لإستشاري علاقات زوجية، هو في الحقيقة معالج نفسي متخصص في علاج إدمان تعدد العلاقات خارج إطار الزواج، أخبريه أن علاقتكم الزوجية ليست على ما يرام وأنك متعبة نفسيًا بسبب ذلك، وتودين استشارة من متخصص لأنك تحبينه وتريدين لعلاقتكم أفضل حال ممكن، واذهبا معًا.
أرجو ألا تتغاضي عن هذا الحل يا عزيزتي، ولا تستهيني به، لأنه ببساطة ، الحل!
هو الحل إن كنت تريدين إكمال علاقتك مع زوجك، وبدونه فلا شيء من الممكن أن يتغير، سيتمر تعبك وصراعك النفسي، وسيستمر هو كما هو وربما يزيد، وتتفاقم حالته.
يمكنك التلويح برغبتك في الطلاق والتهديد به إن رفض الذهاب معك للإستشاري الزواجي، فمن حقك هذا التصعيد ليشعر أن الأمر جد لا هزل فيه.
العلاج الزواجي هذا يا عزيزتي، مهم، ولن يفيد زوجك فقط، بل هو مهم وضروري لك للتعافي من آثار هذه العلاقة المشوهة، المؤذية لك كل هذه السنوات، حتى تعود لك نفسك، وقوتك، وشعورك بالاستحقاق، والتقدير، والاحترام لذاتك، والثقة بها، فأنت محتاجة لحب ذاتك أكثر من أي أحد آخر، ومن أي شيء آخر، وبشكل سوي بلا تطرف، وعندها ستتمكنين من اتخاذ قراراتك بلا خوف، وستشعرين بالمسئولية، والاكتفاء، والتحرر من كل المخاوف.
أنت محتاجة لمواجهة الحياة بأفضل نسخة منك يا عزيزتي .
ولي تعليق أخير على ما أسميته أنت بحب وغيرة من زوجك في عدم سماحه لك بالحديث مع أي رجل.
كنت أتمنى أن أصدقك في هذا لو أن زوجك ليس مدمنًا لتعدد العلاقات النسائية، أما وهو كذلك، فلابد أن تعلمي أنه يفعل هذا لأنه يرى كل الرجال مثله، وكل النساء مثلك، ومن ثم لا يريد أن يفعل بك رجل ما، ما يفعله هو بنساء هؤلاء الرجال، سواء كانوا آباء أو إخوة أو أبناء، إلخ، وبمجرد أن تصبح ابنتك في سن الزواج سيفعل معها الشيء نفسه.
يا عزيزتي، كل يرى بعين طبعه، مقولة صحيحة، فالكاذب يرى الجميع كذبه، ولا يصدق أحدًا، وهكذا الخائن، إلخ.
أنت محتاجة للتعرف على المعنى الحقيقي للحب، فهذه غيرة لا يحبها الله ورسوله، وهذا حب لا يحمل معنى الحب بحق، الذي من أولى مقتضياته عدم الخيانة وكسر مشاعر المحبوب، فالحب مسئولية، وجدية، والتزام تجاه العلاقة، وفرح بها، وحفاظ عليها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
ماذا أقول لطفلي عند وفاة قريب لنا؟اقرأ أيضا:
زوجي يتحرش بأطفالنا.. ماذا أفعل فأنا أكاد أجن؟