لقب مجاهد بن جبر رحمه الله وهو تابعي مكي برائد مدرسة التفسير المكية، ومعظم مال نقله من علم التفسير سمعه من حبر الأمة وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس.
قال مجاهد: عرضت القرآن على ابن عباس رضي الله عنه ثلاثين عرضا، أوقفه على كل آية أسأله فيما نزلت وكيف كانت؟ .
كلامه الجيد:
وقال مجاهد: من أعز نفسه أذل دينه ومن أذل نفسه أعز دينه.
وقال: لو لم يصب المسلم من أخيه إلا أن حياءه منه منعه من المعاصي لكفى.
وقال: إذا أقبل العبد بقلبه إلى الله أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه.
وقال في قوله: " والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون".
قال: هم الذين يجيئون بالقرآن يقولون: هذا الذي قد أعطيتمونا قد اتبعنا ما فيه.
وقال: إن الله ليصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده.
وقال: كنت أصحب ابن عمر في السفر، فإذا أردت أن أركب يأتيني فيمسك ركابي، وإذا ركبت سوى علي ثيابي، قال مجاهد: فجاءني مرة فكأني كرهت ذلك فقال: يا مجاهد إنك ضيق الخلق.
وفي رواية قال: صحبت ابن عمر وأنا أريد أن أخدمه فكان هو يخدمني، وفي رواية قال مجاهد: ربما أخذ لي ابن عمر بالركاب، وربما أدخل ابن عباس أصابعه في إبطي.
وقال مجاهد: لا أدري أي النعمتين أفضل، أن هداني للإسلام أو عافاني من الأهواء.
اقرأ أيضا:
"الندم توبة".. التوبة ليست كلمة تقال وإنما منهج متكامل له شروطه (الشعراوي)حكايات عن الأنبياء:
قال: بلغني أن عيسى بن مريم عليه السلام، قال: طوبى للمؤمن ثم طوبى له كيف يخلفه الله فيمن ترك بخير.
وقال: لابن آدم جلساء من الملائكة، فإذا ذكر الرجل المسلم أخاه المسلم بخير، قالت الملائكة ولك بمثله، فإذا ذكره بسوء قالت الملائكة: يا ابن آدم المستور عورته، هوّن على نفسك، واحمد الله الذي ستر عليك.
وقال: قال إبليس: إن يعجزني ابن آدم، فلن يعجزني من ثلاث خصال: أخذ مال بغير حق، وإنفاقه بغير حقه، ومنعه من حقه.
قال مجاهد: النملة التي كلمت سليمان عليه السلام كانت مثل الديب العظيم.
وقال: كان الغلام من قوم عاد لا يحتلم حتى يبلغ مائتي سنة.
وقال في قوله: " واستفزز من استطعت منهم بصوتك"، قال: المزامير.
وقال: لما هبط آدم عليه السلام إلى الأرض قال له ربه «ابن للخراب ولد للفناء» .
وقال مجاهد: سأل موسى عليه السلام ربه تعالى: أي عبادك أغنى؟ قال: «الذي يقنع بما يؤتى» .
قال: فأي عبادك أحكم؟ قال: «الذي يحكم للناس بما يحكم لنفسه» ، قال: فأي عبادك أعلم؟ قال: «أخشاهم» .
هاروت وماروت:
وقال الأعمش: كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها، ذهب إلى بئر برهوت بحضرموت، وذهب إلى بابل وعليها وال صديق لمجاهد.
فقال له مجاهد: تعرض علي هاروت وماروت، فقال اليهودي: يشترط أن لا يدعو الله عندهما، قال مجاهد: فذهب بي إلى قلعة فقطع منها حجرا ثم قال: خذ برجلي فهوى بي حتى انتهى إلى جوبة، فإذا هما معلقين منكسين كالجبلين العظيمين، فلما رأيتهما قلت: سبحان الله خالقكما، فاضطربا فكأن جبال الدنيا تدكدكت، فغشي علي وعلى اليهودي، ثم أفاق اليهودي قبلي فقال: قم قد أهلكت نفسك وأهلكتني.
وقال مجاهد: مرّ نوح عليه السلام بالأسد فضربه برجله فخمشه فبات ساهرا فشكى نوح ذلك إلى الله تعالى فأوحى الله إليه: أني لا أحب الظلم.