عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أنه إذا صرف الله عز وجل عنك لهفتك على أمر ما كان نفسك فيه جدًا ، وكنت تسأله آناء الليل والنهار أن يمنحك إياه، ولم يحدث، إنما هو نوع من أنواع الاستجابة .. تأكيدًا لقوله تعالى: «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ».. لكن !
من الممكن ألا تحدث استجابة، وتظل هكذا مستمرًا في لهفتك.. وهذا بالتأكيد أمرًا موجعًا جدًا.. فإذا كانت هذه هي حالتك التي أنت عليها، فتأكد أنك (متعلق ) تعلق سلبي .. وبنتيجة محددة لا ترى سواها، وبالتالي منعت عن نفسك الفرصة أنك ترى لطف الله عز وجل بك .. بأنك ترى نتائج بديلة أو أن لهفتك بالشئ تتغير مع الوقت !.
الهدى العام والخاص
هناك أمرًا في غاية الأهمية، لابد للجميع أن يعلمه، وهو: هناك هداية عامة للعوام.. وهداية خاصة للخواص )، وهذه يحددها درجة يقينك بالله ومجاهدتك للهدى .. فتنول الزيادة .. تأكيدًا لقوله تعالى: «وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا ( زَادَهُمْ ) هُدًى وَ (آتَاهُمْ ) تَقْوَاهُمْ ».. نعم هذه الزيادة هي التي تفتح لك أبواب السكينة بجد و راحة البال الحقيقية، و تعلمك كيف تستغنى بالله بجد عن كل المخلوقات مهما كانت مراكزهم ومواقعهم.. وما ذلك إلا لأنه كل من سلك طريقا في العلم والإيمان والعمل الصالح زاده الله تعالى منه، وسهله عليه، ويسره له، ووهب له أمورا أخر، لا تدخل تحت كسبه، وقد روى أبو داود عن أبي الدرداء أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا دينارا ، ولا درهما إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر ».
اقرأ أيضا:
كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟البصيرة
فوق كل ذلك، فإن البصيرة تلهمك وتمنحك مساحة أكبر لترى مالم تكن رأيته من قبل، وحينها ستجد أن كل الطرق ستوصلك إلى راحة البال سواء في العطاء أو في المنع .. لأن الأمور مع الله حساباتها مختلفة جدًا.. ليست فكرة دين أو تدين .. وإنما فكرة أنه هو الذي خلقك فأدرى بعظمته بتركيبتك .. وما الذي ينفعك أو يضرك، فاللهم زدنا هدى وتقوى وبصيرة، وسكينه وأغننا بفضلك عن من سواك يا رب العالمين.