قل مركز الفتوى بإسلام ويب: إن من توبة الشخص أن يزيل أثر ذنبه إن استطاع، وأما إن عجز عن ذلك فتوبته صحيحة، ولا يضره بقاء أثر معصيته التي لم يقدر على محوها.
فيجب على ناشر المقاطع المحرمة أن يمسحها إن استطاع، ويناصح من أرسلها إليهم ويطالبهم بمحوها، وتبرأ ذمته بذلك، ولو لم يستجيبوا له.
وأوضح مركز الفتوى أنه: لا يؤثر بقاء أثر الذنب بعد أن عجزت عن منعه أو إزالته، قال العلامة الشنقيطي ـرحمه الله تعالى ـ في أضواء البيان: من تاب من الذنب الذي هو متلبس به، مع بقاء فساد ذلك الذنب، أي: أثره السيئ هل تكون توبته صحيحة، نظرا إلى أنه فعل في توبته كل ما يستطيعه، وإن كان الإقلاع عن الذنب لم يتحقق للعجز عن إزالة فساده في ذلك الوقت، أو لا تكون توبته صحيحة ; لأن الإقلاع عن الذنب الذي هو ركن التوبة لم يتحقق ... ثم ذكر أمثلة على ذلك ثم قال: فجمهور أهل الأصول على أن توبته في كل الأمثلة صحيحة; لأن التوبة واجبة عليه، وقد فعل من هذا الواجب كل ما يقدر عليه، وما لا قدرة له عليه معذور فيه; لقوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله تعالى عنهما - أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» رواه الترمذي, وابن ماجه.وقد أمر الله تعالى عباده بالتوبة, فقال عز من قائل: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}، وقال تعالى مرغبًا عباده في التوبة: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ {التوبة:104}، وقال أيضًا: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}, ولمزيد فائدة انظر الفتوى رقم: 31560.
وأما بخصوص الأشخاص الذين تسببت في دلالتهم على الطريق التي يعصى بها الله, فإن عليك نصحهم وإرشادهم وتخويفهم بالله ما استطعت لذلك سبيلًا، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
اقرأ أيضا:
هل يجوز الذكر والدعاء عند الركوع أو السجود بغير المأثور في الصلاة؟اقرأ أيضا:
حكم معاشرة الزوجة قبل الزفاف بدون فض غشاء البكارة؟