يخيل إلى البعض أن موعد المولد النبوي الشريف هو مناسبة هامة جدًا للاهتمام أكثر بالصلاة على النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، ورغم أنها هي كذلك بالفعل، إلا أنها ليست مخصصة لذلك، ثم بعد انتهائها تمر أيامنا دون تذكر الصلاة عليه، صلى الله عليه وسلم.
ربما تزامن موعد مولده الشريف صلى الله عليه وسلم، مع بعض الأحداث غير العادية، والإساءة إليه عليه الصلاة والسلام، زاد اهتمام المسلمين بالصلاة عليه ليل نهار.. لكن وماذا بعد؟.. هل انتهى الوقت المخصص لذلك؟.. وكأننا ننسى قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا».. فكيف هم يهتمون بذلك ونحن من يتبع هذا النبي الأكرم ينسى أو لا يهتم!.
كيف لا نصلي عليه؟
العجب كل العجب ألا نصلي عليه صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كان سهلًا لا يثقل على الناس، يجالسهم ويمازحهم أيامًا لا يعظهم فيها حتى لا يسأموا من كثرة المواعظ، وكيف لا نصلي عليه وهو الذي كان لا يُحرِج أحدًا، إذا أراد أن ينبه على خطأ في جمع من الناس لم يذكر الفاعل باسمه بل يقول (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا)، وكيف لا نصلي عليه وهو الذي كان إذا اعتذر له أحد قبِل عذره وتغافل عنه حتى لو لم يكن عذرًا حقيقيًا، وإذا أراد معاتبة أحدًا ابتسم له ابتسامة الغاضب فخفف عنه وطأة الكلام،
وكيف لا نصلي عليه وهو الذي كان يخفف عن الناس في الصلاة ولا يطيل في خطبة الجمعة، وكان لا يطيل على أحد في زيارة أو مجلس، بل يمر مرورًا كريمًا ويخفف، وكيف لا نصلي عليه وهو الذي كان طيب الكلام سهل المراس لين الحديث، لا يُعير أحدًا أو يحدثه بما يكره… وكيف لا نصلي عليه وهو يحبنا.. نعم يحبنا، وقالها صراحة: (غدً ألقى أحبابي.. فيقول الصحابة أولسنا أحبابك يا رسول الله، فيقول: أنتم أصحابي، أما أحبابي فهؤلاء الذين آمنوا بي ولم يروني).. صلوا عليه وسلموا تسليما.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاهو يصلي علينا
كيف لا نصلي على نور الهدى، صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي علينا، قال تعالى: «هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً»، وكيف لا نصلي عليه وهو وعدنا بأن من يصلي عليه سيصلي الله عليه عشرًا، فمن منا يرفض أن يصلي الله بجلاله وقدره عليه؟!.. وكيف لا نصلي عليه والصلاة عليه تزيح كل الهم، إذ يقولل رسول الله صلى الله عليه وسلم «أتاني آت من ربي فقال لي ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشرا .. فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله ألا أجعل نصف دعائي لك . قال إن شئت . قال ألا أجعل ثلثي دعائي لك . قال إن شئت. قال ألا أجعل دعائي لك كله .قال إذن يكفيك الله هم الدنيا وهم الآخرة».