الهجرة النبوية من الأحداث الإسلامية المهمة جدا في السيرة، وقد بدأ التأريخ بها لأهميته فهي حدث فارق جدا في التاريخ الإسلامي لا يمكن التقليل منه ولا الاستهانة بأحداثه.
الهجرة دروس وعبر:
وأحداث الهجرة له قصص كثير وأحداث عظيمة ومليء بالدروس والعبر فهو ليس مجرد رواية تقص ولا حكاية تحكى بل إنه درس لمجموع المسلمين عبر الزمان والمكان أن يتوقفوا عنده وقفة كبيرة ويتدبروا أحداثه والعبر ة منها ففيها الخير.
وبرغم أهمية الحديث فقد وقع فيه عدد من الأحداث الدخيلة التي لم تصح بها الأحاديث وي وإن كانت قليلة لكنها موجودة.
عطش روسل الله في رحلة الهجرة:
لكن الثابت كثير وهو ما ينبغي التوقف معه والاعتبار منه، ومن الأحداث التي تمت في طريق الهجرة عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم فالثابت كما جاء في الأحاديث الصحيحة منها ما رواه البخاري في صحيحه: قال أبو بكر: مررنا براع وقد عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه فحلبت كثبة من لبن في قدح فشرب حتى رضيت وأتانا سراقة بن جعشم على فرس فدعا عليه فطلب إليه سراقة أن لا يدعو عليه وأن يرجع ففعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية عند أبي يعلى: لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة تبعه سراقة بن جعشم فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت به فرسه فقال ادع الله لي ولا أضرك فدعا له فعطش رسول الله صلى الله عليه وسلم فمروا براع فقال أبو بكر الصديق فأخذت قدحا فحلبت فيه كثبة من لبن فأتيته فشرب ثم شرب حتى رضيت.
وقال ابن حجر في فتح الباري:... ذكر أحمد من حديث ابن عباس بإسناد حسن في قوله تعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا الآية، قال تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم بل اقتلوه وقال بعضهم بل أخرجوه فأطلع الله نبيه على ذلك، فبات عليّ على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني ينتظرونه حتى يقوم فيفعلون به ما اتفقوا عليه. فلما أصبحوا ورأوا عليا رد الله مكرهم. فقالوا أين صاحبك هذا؟ قال لا أدري فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاث ليال.