كانت أم جميل أروى بنت حرب وزجة أبي لهب من أكبر أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، ويكفي في عداوتها ما ذكره الله تعالى في محكم آياته ، حيث سمّاها بـ " حمّالة الحطب"، كما جاء في سورة المسد.
لقب آخر لحمالة الحطب
وقد لقبت حمالة الحطب أيضا بالعوراء، قالوا: لما نزلت: "تبت يدا أبي لهب وتب"، أقبلت العوراء أم جميل، ولها ولولة، وفي يديها فهر- كف من حجارة- ، وهي تقول: مذمما أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر رضي الله عنه إلى جنبه.
فقال أبو بكر: لقد أقبلت هذه، وأنا أخاف أن تراك، فقال: «إنها لن تراني» ، وقرأ قرآنا فاعتصم به، كما قال تعالى: وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا [الإسراء 45].
فجاءت حتى أقامت على أبي بكر فلم تر النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أين الذي هجاني وهجا زوجي، فقال: لا ورب هذا البيت ما هجاك، فولّت، وهي تقول: قد علمت قريش أني بنت سيدها.
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله، إنها لم ترك، فقال: «حال بيني وبينها جبريل، يسترني بجناحيه حتى ذهبت» .
كما عصمه الله تعالى من المخزوميين، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن ناسا من بني مخزوم تواصوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقتلوه، منهم أبو جهل والوليد بن المغيرة ونفر من بني مخزوم.
فبينما النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي فلما سمعوا قراءته فأرسلوا إليه الوليد ليقتله، فانطلق حتى انتهى إلى المكان الذي يصلي فيه، فجعل يسمع قراءته ولا يراه، فرجع إليهم فأعلمهم بذلك.
فأتاه من بعده أبو جهل والوليد ونفر منهم، فلما انتهوا إلى الصوت، فإذا الصوت من خلفهم، فينتهون إليه فيسمعونه أيضا من خلفهم، ثم انصرفوا ولم يجدوا إليه سبيلا.
اظهار أخبار متعلقة