أخبار

لهذا السبب.. احذري وضع بقايا الطعام الساخنة في الثلاجة

عودة النبي من رحلة الإسراء والمعراج.. كيف كانت تفاصيلها وواقعها على أهل مكة؟

ما صفة البراق الذي ركبه النبي ليلة الإسراء والمعراج؟.. هل كان من الجنة وله أجنحة؟

ماذا نفعل فى ليلة الإسراء والمعراج؟.. عمرو خالد يجيب

لماذا وقعت رحلتا الإسراء والمعراج.. تعرف على أهم الأسباب

أين تذهب الروح بعد موت الإنسان .. ابن القيم يجيبك

هذه رحمات الله.. فأين الرحمات بين الناس بعضهم البعض؟

المعدة بيت الداء.. كيف دعا الإسلام للحفاظ عليها

ما الذي يجب على المرأة بعد طلاقها وما الذي يحرم عليها فعله أثناء العدة؟ (الشعراوي يجيب)

من هو أول طبيب في الإسلام وما علاقته بكسرى؟

كيف تنتصر في أصعب معارك الحياة؟

بقلم | أنس محمد | السبت 25 يناير 2025 - 11:51 ص




الجدال من أصعب المعارك التي يمكن أن يخوضها الإنسان في حياته، خاصة إذا كان الجدال عن الدين أو العرض او المال أو دفع الضرر عن النفس، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم، المسلم ، بترك الجدال حتى ولوكان محقا، فقال صلى الله عليه وسلم: "أَنا زَعِيمٌ ببَيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَببيتٍ في وَسَطِ الجنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وإِن كَانَ مازِحًا، وَببيتٍ في أعلَى الجَنَّةِ لِمَن حَسُنَ خُلُقُهُ".

وصرح بالجدال فقط في الأمور الهامة التي يتوقف عليها دفع الضرر او تحقيق المصلحة، وليس انتصارا لشهوة أو لنزوة، أو لفكرة ليس لها علاقة بالحق إلا انتصارا لرأي صاحبها.

وقد أولت الخبرة الحضارية الإسلامية اهتماما كبيرا بالمضمون الصحيح للفكرة والحُجة، فقد كان الشرع يراقب النية والقصد من وراء الجدال والمناظرة، ويسعى أن يكون الجدال رغبة في الانتصار للحق والخير ومواجهة الباطل والظلم، ووردت كلمة “جدل” في القرآن الكريم في (29) موضعا بصيغها المختلفة، وكانت الرؤية القرآنية تؤكد ” وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا”، وهذه الطبيعة الإنسانية تفرض أن يكون الدعاة على معرفة عميقة بالجدل وأصوله، أما الخبرة الغربية فصرفت جزءا واسعا من الاهتمام إلى منح الشخص القدرة على الاقناع بأفكاره، والانتصار لها، وتسويقها، بغض النظر عن صوابية المضمون، ومكامن الخير أو الشر فيه.

والجدل في الإسلام علم قديم له قواعده ومنهجياته، بني على قوله تعالى: " وجادلهم بالتي هي أحسن" حتى تكون أفكار الإسلام وتعاليمه دائرة في إطار المنطق والفكر الصحيح.

يقول مالك بن نبي: ” ليس يكفي أبداً أن ننتج الأفكار لابد من توجيهها لدورها الاجتماعي”، فكسب الحجة والنقاش ليس هو الغاية ولكن الانتصار للفكرة الصحيحة والمفيدة هو المقصود.

اقرأ أيضا:

لماذا وقعت رحلتا الإسراء والمعراج.. تعرف على أهم الأسباب

كيف يكون الجدال موافقًا للمبادئ والقيم الإسلامية؟


–الأخلاق: عندما يفقد الشخص أعصابه، فإنه يعادي خصمه، فيزداد الغضب،، لذلك كانت النصيحة:”لا تقلق من أن تبدو ضعيفًا من خلال الهدوء في خضم الجدل، لأنك ستكسب نقاطًا من خلال إظهار أنك يمكنك ممارسة ضبط النفس” فالأخلاق الجيدة في الجدال تخمد نيران النفوس، خاصة إذا أدرك الشخص أن العديد من الحجج ليس لها منتصر واضح، فقد يحصل المرء على ما يريد أثناء الجدال، لكن تكون النتائج هي الأسوأ في علاقاته الإنسانية، لذا يؤكد العلامة “ابن حبنكة الميداني” في كتابه “أصول الاستدلال والمناظرة” على ضرورة التزام المسلم في مناظرته بأخلاق الإسلام ظاهرا وباطنا، وألا يلجأ إلى السب والشتم والهمز واللمز والسخرية والفحش والبذاءة.

والحقيقة أن الصراخ أو الشتم ليسا وسيلة مثلى للجدال، فلابد أن يملك الإنسان انفعالاته، فالغضب يعصف بالعقل، والأخلاق العالية والسلوك الطيب قد يجعل الخصم يحول موقعه ليقف بجوارك، لذا يقول تعالى “وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.

 يقول “الشافعي”:” ما ناظرت أحدا إلا ولم أبال أبين الله الحق على لسانه أو لساني”، لذا كانت نصيحة “جلال الدين الرومي” : “ارفعوا كلماتكم لا صوتكم، إن المطر هو الذي ينبت الأزهار وليس الرعد “، فخفض الصوت يساعد على كسب الجدال، فالغضب يجعل الإنسان أقل جاذبية، وكما تقول الحكمة الانجليزية “الكياسة لا تكلف شيئًا وتشتري كل شيء”.

وفي كتاب “لماذا يقوم الاذكياء بأشياء غبية” لـ “ديفيد روبسون”، تاكيد أن الذكاء في بعض الأحيان قد يكون فخا أثناء النقاش، فيقع الشخص في أخطاء جسيمة، ومن نصائحه المهمة التواضع أثناء النقاش والاستعداد لفهم حجج الآخرين وأفكارهم، وكما تقول الحكمة “أنا حكيم لأنني أعرف أنني لا أعرف شيئًا ”، فهذه الحكمة تكسر الغرور الفكري، فالذكاء لا يقتصر فقط على الفوز بالنتائج في النقاش، ولكنه حالة شاملة، فربما تكسب نقاشا وتخسر شخصا.

-لا تكن أول من يبدأ الجدال: فلابد أن تجعل الخصم هو من يبدأ بشرح أفكاره، ثم تأتي لتناقشها وتفندها وتعقب عليها، وتطرح أفكارك بعد الانتهاء من تلك المهمة، وربما أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قصة موسى عليه السلام مع السحرة، فقد جعلهم هم من يبدأون بإلقاء الحبال والعصي، قال تعالى: ” قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا “، إذ لا يمكن مناقشة شخص ما بدقة دون فهم أفكاره، وماهية حججه، كما أن ما يتبقى في ذهن الناس هو الكلام الأخير وليس من يبدأ الحديث.

-الاعتماد على لغة الجسد: المفتاح في هذه النصيحة أن تبدو طبيعيًا، وألا تفعل أشياء يبدو منها أنك تسخر من خصمك، وأن تحقق اتصالا من خلال العين مع خصمك في النقاش، وتشير دراسات علم النفس أن الحرص على التواصل البصري “يجعل الخصم أقل إقناعًا”، وأحيانا تكون لغة الجسد أقوى من الكلمات.

-استراتيجية المسافة النفسية: يتحدث علماء الأعصاب عن إستراتيجية فصل القضية المطروحة عن معتقدات الشخص، مع السعي لاقناعه باستيعاب حقائق وأفكار أخرى بجانب رؤيته التي يؤمن بها، وتلك الاستراتيجية تضعف اقتناع الشخص بما يؤمن به ويدافع عنه.

- استدعاء إحدى الهويات المتعددة قد يضعف قناعات الشخص، وربما يجعله يرى الأشياء بغير أيديولوجيته، وتلك الاستراتيجية تزيد “المسافة النفسية” بين الشخص وأفكاره، لذا تكرر في القرآن النداء “قل تعالوا”.

الكلمات المفتاحية

كيف تنتصر في أصعب معارك الحياة؟ كيف يكون الجدال موافقًا للمبادئ والقيم الإسلامية؟ ضوابط الجدال في الإسلام

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled الجدال من أصعب المعارك التي يمكن أن يخوضها الإنسان في حياته، خاصة إذا كان الجدال عن الدين أو العرض او المال أو دفع الضرر عن النفس، وقد أمر النبي صلى ا