كثير من الناس على مواقع التواصل الاجتماعي الآن، بمجرد أن يروا فضيحة ما، إلا وفورا يتم عمل (الشير)، أي المشاركة لهذه الفضيحة، وكأنها فرصة لنشر المزيد من الفضائح عن الناس، حتى لو لم يعرفوهم، كأن الهدف هو نشر الفضيحة وفقط، وينسى هؤلاء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحذيره الشديد من الخوض في عرض الناس، حيث قال عليه الصلاة والسلام: «إن أربى الربا استطالة الرجل في عِرض أخيه المسلم».. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «لما عرج بِي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقالت: من هؤلاء يا أخي يا جبريل؟.. فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم».. انظر لِعظم العقاب، فكيف بك تقع في الذنب؟!.

إياك - إياك

عزيزي المسلم، إياك أن تكون سببًا في فضح امريء مسلم، حتى لو لم يكن مسلمًا، فالفضيحة يمقتها الله ورسوله، ويمنعها الشرع الحنيف مهما كانت الدوافع والظروف، يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال لي أبي: إني أرى أمير المؤمنين -يعني عمر ابن الخطاب رضي الله عنه - يدنيك ويقربك، فاحفظ عني ثلاثاً: إياك أن يجرب عليك كذبة، وإياك أن تفشي له سراً، وإياك أن تغتاب عنده أحدًا، ثم قال: يا عبد الله! ثلاثاً وأي ثلاث. فقال له رجل: يا ابن عباس كل واحدة خير من ألف فقال: بل كل واحدة خير من عشرة آلاف.


في المقابل ذب عن عرض أخيك، حتى لو تعرضت للإهانة أو لسوء، فاليوم تدفع عنه، وغدًا يدفع عنك الله بجلاله وقدره سبحانه وتعالى، فإذا انتهك عرض امريء مسلم، وأسيء إليه حال غيبته، فيجب على من سمع ذلك أن يرد عنه بالغيب، وأن يذكر محاسنه، فإذا فعل ذلك فإن الله تعالى يرد عنه النار يوم القيامة والجزاء من جنس العمل، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة».

اقرأ أيضا:

أعمال نحسبها حلالاً لكنها كانت في عهد النبي من "الموبقات"

أشد أنواع الخذلان

فمن أشد أنواع الخذلان، أن يخذل المرء أخيه المسلم، في موضع يغتاب فيه عرضه، فعن أبي طلحة بن سهل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من امرئ يخذل امرءأً مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته».