طوال السنوات الأخيرة، زادت عمليات التجميل، فهذه تريد تجميل بشرتها، وهذا يريد تجميل شكل أنفه، وهكذا، وهي أمور هناك من أهل من العلم من يحرمها.. لكن هل هناك عمليات تجميل تحصل بأمر إلهي؟.. بالتأكيد فيه.. وهي تحدث في سوق الجنة، وبالتأكيد ليست بالمحرمة، وإنما تحصل لأهل الجنة لكي يزدادوا حسنًا وجمالا على جمالهم، ففي الحديث عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن في الجنة لسوقًا، يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنًا وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنًا وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالاً، فيقولون: وأنتم، والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالاً».

مسك ونعيم

الدنيا هي دار اختبار وعمل، والجنة هي للنعيم وفقط، ومن ثم فإن أهلها مؤكد سينعمون بما لا يخطر على بال بشر، فهم يأكلون ما لذ وطاب، ويشربون أشهى الشراب، ومع ذلك ترى ريحهم من المسك، فهل هناك أجمل من ذلك؟.. فعن جابر بن عبدالله، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيأكل أهل الجنة؟ قال: «نعم، ويشربون، ولا يبولون فيها، ولا يتغوطون، ولا يتنخمون، إنما يكون ذلك جشاءً ورشحًا كرشح المسك، ويلهمون التسبيح والتحميد، كما يلهمون النفس».


ليس هذا فحسب، وإنما يعرف أهل الجنة الكحل، فيتكحلون به، ليبدون في أجمل صورة طوال الوقت، فعن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سأل النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أو سمع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول: «يدخل أهل الجنة الجنة جردًا مردًا مكحلين، أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة».

اقرأ أيضا:

أعمال نحسبها حلالاً لكنها كانت في عهد النبي من "الموبقات"

دار السلام

فالجنة هي دار السلام، والنعيم المقيم المستمر، وليس بها إلا جمال فوق كل جمال، ونعيم فوق كل نعيم، تحيطهم الأنهار والنعم من كل جانب، قال تعالى: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ » (القمر: 54 - 55)، وهي درجات، كلا يصل إلى الدرجة التي عمل بها في الدنيا، فبقدر ما تفعل الخير بقدر ما ترفع درجتك في الجنة، ففي الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض».. إذن يا من تشتهي الجمال، انتظره في الآخرة، لأنها دار الجمال والرقي، ولا تتعجل الأمر في الدنيا لأنها ليست دار باقية وإنما فانية.