أوجب الله سبحانه وتعالى على نفسه عصمة نبيه صلى الله عليه وسلم من القتل أو أن يتوصل إليه أحد ليكيده، ولذلك كشف النبي صلى الله عليه وسلم كل محاولات الاغتيال التي دبرت له، ومنها ما قام به النضر بن الحارث – أحد صناديد قريش- .
محاولة النضر:
كان النضر بن الحارث يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعرض له، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يريد حاجته في نصف النهار في حر شديد، فرآه النضر بن الحارث.
فقال: لا أجده أبدا أخلى منه الساعة، فأغتاله، فدنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف راجعا مرعوبا إلى منزله فلقي أبا جهل، فقال: من أين؟
قال النضر: اتبعت محمدا رجاء أن أغتاله وهو وحده، فإذا أسود تضرب بأنيابها على رأسي فاتحة أفواهها فذعرت منها ووليت راجعا قال أبو جهل: هذا بعض سحره.
رعب أبي جهل:
وقد حدثت قصة مشابهة لهذه مع أبي جهل فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو جهل: يا معشر قريش، إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وسب آلهتنا، وإني لأعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر فإذا سجد في صلاته فضحت به رأسه، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم.
فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرا وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينظرون، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه ثم رجع، منتقعاً لونه، قد يبست يداه على حجره، حتى قذف الحجر من يده.
فأتى قريشا، فقالوا له: مالك؟ قال: لما قمت إليه عرض لي فحل من الإبل، فو الله ما رأيت مثل هامته ولا قصرته، ولا أنيابه لفحل قط، فهم أن يأكلني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك جبريل، لو دنا مني لأخذه».
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهامحاولة الأعرابي:
وروى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة، تركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأن رجلا من بني محارب يقال له غورث قال لقومه من غطفان: لأقتلن لكم محمدا.
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ظل شجرة، فعلق سيفه، فنمنا نومة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس فقال: «إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده- صلتا- فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله» ، فسقط السيف من يده.
وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف وقال: «من يمنعك مني؟قال: كن خيرا آخذ» ، فخلى سبيله فأتى أصحابه، فقال: جئتكم من عند خير الناس.