قلبي معك يا صديقتي..
أتفهم مشاعرك الحائرة الممزقة، وأتفهم أن التعامل مع زوج مدمن للحشيش ليس سهلًا، كما أن الاقلاع عنه أيضًا ليس سهلًا، ولا يكفي وجود عزم لدى الشخص المدمن، ولا وجود ضغوط من أحبائه لترك الحشيش، هذا كله لا يكفي، لذا لم يف زوجك بوعده بترك الحشيش وبقي كما هو، فمهما كان صادقًا، عازمًا بالفعل، هذا "وحده" لا يكفي.
نسمع كثيرًا كلمات لوم على المدمن، أنه لو كان صاحب عزم وإرادة، لاستطاع الاقلاع، ولكنه وعلى الرغم من أهمية وجود "العزم والارادة" بالفعل، في عملية "التعافي"، إلا أن الأمر يحتاج وبشدة لمساعدة "متخصصة"، ودعم أسري وبيئة مواتية، معينة، مشجعة، داعمة، وتكاتف هذه الجهات والجهود جميعها هو ما يرجى أن يحدث من ورائه التعافي والتغيير الحقيقي.
ولأن المدمن يا سيدتي في جزء من معاناته "متمرد" على وضعية ما، سلطة ما ، إلخ ويعبر عن تمرده ورفضه بالادمان، فمن غير المقبول أن توجد جهات "موجهة" له، "ضاغطة" عليه، طآمرهط له، فمما لاشك فيه أن هذا سيزيد الطين بلة، ولن يجدي نفعًا، فهو حتمًا "لن" يستجيب.
ما اود منك أن تعلميه وتتفهميه وتتخذي من بعد قرارك بالاستمرار معه او لا، هو ان العلاج موجود ومتاح إن رغب في ذلك، لكنه لن يشفى ويتعافى بين ضحية وعشاها، بل سيخوض رحلة "طويلة" و"شاقة" عليه وعلى من حوله، فهل أنت مستعدة لتحمل هذا الأمر؟
وحدك من سيجيب يا صديقتي، ووحدك من يتخذ القرار.
في القرارات المصيرية كهذه نستشير وفقط، وليس دور المشير أن يتخذ قرارًا بالنيابة عنا، بل ينير سبلًا للحل، ,زوايا وابعاد ربما تكون غائبة حتى تتضح الصورة، ويمكننا بعدها أن نتخذ القرار.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة .
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأة