لو سألت بعضًا من الناس حول أجمل ما يمكن أن يكونوا رأوه في حياتهم، بالتأكيد ستجد إجابات مختلفة، بين من رأى نهرًا يجري، أو منظرًا طبيعيًا هنا أو هناك، أو حتى امرأة جميلة، أو ربما تجد من يقول لك إن أجمل ما رآه هو خلق جميل لإنسان ما.. لكن ما هو أجمل منظر ربما لم تقع عينك عليه بعد، وتتمنى رؤيته ولو في منامك؟.
لو سرحنا بخيالنا قليلاً، لأجاب الكل ذات الإجابة، وهو أن يرى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن منا لا يحلم بهذا اليوم، أو حتى بمنام يراه فيه عليه الصلاة والسلام، خصوصًا أن رؤيته في المنام حق، تأكيدًا لقوله: «من رآني فقد رآني حقًا، فإن الشيطان لا يتمثل بي».
وجهه الحقيقي
أما عن وجهه الحقيقي، فهو لاشك أجمل المناظر، وأجمل ما خلق الله عز وجل منذ بدء الخلق حتى تقوم الساعة، فعن أنس رضي الله عنه، أنه قال: «مانظرنا منظرا قط كان أعجب إلينا من وجه النبي صلى الله عليه وسلم»..
ولم لا وهو الذي كان -حسب وصف بعض أصحابه الكرام- (أزهر اللون أي ليس بأبيض، مستنير مشرق الوجه.. بياضه به حمرة كأن الشمس تجري في وجهه.. أسيل الجبين.. مسنون الخدين.. وجهه بين الاستدارة والإسالة.. إذا ابتسم استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر.. مليح كأنما صيغ من فضة، لا أوضأ ولا أضوأ منه).. فلو تخيلت هذا الوصف ولو قليلاً، ستنسى الدنيا وما فيها، وتتمنى لو أنك التقيته مرة، أو على الأقل رأيته في منامك ولو مرة..
لكن كيف تراه في منامك؟.. فقط اشغل نفسك، وواصل الصلاة عليه ليل نهار، وستراه يومًا، فهو يحب من يهتم به، كمن بات يفكر مليًا في شربة ماء، مؤكد لو نام سيحلم بالماء.. هكذا النبي صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن تفكر به طوال الوقت، ولا يأتيك في منامك.
وصفه الدقيق
هل حمل التاريخ بعضًا من وصفه صلى الله عليه وسلم؟.. بالتأكيد هناك صفات لشكله ووجه صلى الله عليه وسلم، وكان منها، وصف جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مقمرة، وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسن من القمر.. عظيم الهامة، ضخم الرأس، واسع الجبهة، أكحل العينين وليس بأكحل، مستقيم الأنف، من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم.. ليس بالطويل البائن ولا بالقصير».. اعرف صفات نبيك وعش معها ولو قليلاً، فأي مناظر من الممكن أن توافق هذا المنظر الجميل؟.. بالتأكيد لا يوجد إطلاقًا.