الحروف (أ..م.. ل)، إنما هي تشكل كلمة تعطي معنى جميل وهو الأمل، وأخرى تعني العكس تمامًا، وهو الألم، لكن عليك عزيزي المسلم، أن تشكلها كيفما شئت، ليس فحسب الحروف، وإنما حياتك كلها، إما أن تجعلها ألمًا، أو أملا.. الأمر بيدك.
فمما لاشك فيه أن الأمل والألم كلمتين بنفس الحروف.. تشعر أنهما توأم، لكن إحداهما تعطيك الحياة والأخرى تقتل فيك الحياة، بينما الاختيار الحقيقي يعود لك وحدك.. فقديما قالوا: إنه من رحم الألم يولد الأمل، لكن للأسف كثير منا هذه الأيام، قد يعكس الأمر، فيولد من أمله المه ويأسه، كأنه يدري أن الغيب كله ضده، وإن قلت له: دع الأمر لله، برر لك سوء ظنه بأن الدنيا (قلابة)، وحال الناس لا يسر أحد.. ولهؤلاء عليهم أن يعلموا: أن حسن ظنك أو والعياذ بالله العكس ، هو من يحدد مصيرك ومستقبلك لاشك، فإما خير، أو العكس تمامًا.
الأسوة الحسنة
لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأسوة الحسنة، وهو الذي أحاط به كل معاني (اليأس) لكنه قاتل من أجل الأمل، وعمد إلى التوكل على الله عز وجل في كل كبيرة وصغيرة، ووثق في أنه أبدًا لن يتخلى عنه مهما كانت الظروف، ومهما صعبت عليه المواقف.. من هنا ولد الأمل من رحم المعاناة، سنوات وسنوات، يتضمنها خذلان من أهله، وتعذيب ورفض، بل وهجرة إلى مدن أخرى، حتى يستقر به المطاف في المدينة المنورة، ثم بعد كل ذلك، ووسط هذا الغيم، يأتي الأمل بالفتح المبين، ومن هنا ينتشر الإسلام في ربوع العالم أجمع، ليس هذا إلا لأنه وثق في الله عز وجل، وعاش الأمل، فنال ما تمنى.. فكيف بنا نسير على دربه ونفقد الأمل ونتمسك بالألم.. ألسنا مسلمين وموقنين في الله؟!
اقرأ أيضا:
لو ابتليت بهذا الفهم الخاطئ.. جدد العبودية لله وابدأ من جديدلا تيأس
الحقيقة، هنا لابد من طرح سؤال في غاية الأهمية، وهو كيف بك عزيزي المسلم، تكون على نهج خير البشر صلى الله عليه وسلم، وتيأس، ألم تسمع قوله تعالى: «وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ» (يوسف: 87)، ألم تسمع عن قصة نبي الله يوسف عليه السلام، وكيف أن أباه فقده 40 عامًا كاملة، حتى فقد عينيه من كثر البكاء عليه، لكن لم ييأس يومًا وكان دائمًا ما يذكر أبنائه بيوسف، إنها الثقة في الله عز وجل، ليكون اللقاء والفرحة.. لم ييأس رغم مرور أربعين عامًا.. فكيف بك الآن تيأس من أول لحظة.. أين الله في قلبك.. ابحث عنه فإن وجدته فاعلم أنما النصر والتوفيق والنجاح قادم لا محالة.