أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

إذا كان الله يحبني .. فلمَ يبتليني؟

بقلم | محمد جمال حليم | الخميس 10 ديسمبر 2020 - 06:00 م
الابتلاء سنة كونية .. يبتلي الله تعالى من يحب من عباده ليقربه إليه.. والدنيا كلها دار ابتلاء قال ربنا: "هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه .." فالابتلاء إذًا ثابت ولا يمكن الفرار منه.. والسؤال كيف نتعامل مع الابتلاء؟

نظرة  المؤمن للابتلاء:
تختلف نظرة المؤمن للابتلاء عن غيره فهو يعلم أن ابتلاء إنما وقع بإرادة الله تعالى وبقضائه وقدره من هنا فغنه يسلم أمره لله ويصبر صبرا جميلا في غير جزع.. يعلم أن الابتلاء ليس شرًا له بل هو خير له .. يعلم أن الصبر عليه رفعة في الأجر والدرجات.. يعلم أنه ليس وحده المبتلى لكن الله ابتلى من يحب من عباده حتى الأنبياء والمرسلين بل كانوا أشد بلاء ففي الحديث: فعنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ؟، قَالَ: (الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) وصححه الألباني. من هنا يدرك المؤمن اهمية الصبر على الابتلاء محتسبا الأجر والثواب مهما عظم به البلاء فهو يستشعر قول الرسول ﷺ: لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده أو في ماله أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئة" رواه أحمد في مسنده عن أبي هريرة.

لماذا  يبتليني الله؟
سأل أحدهم جده وكان شيخا حكيمًا عن الابتلاء ولم يقع بالمؤمن فإذا كان الله يحب إنسانا فلم يبتليه.. ودار حديث ماتع بين الحفيد وجده على انحو الآتي:
لماذا يبتليني؟!               = لأنه يحبك.
_ أيُعذِّبُ المُحب حبيبه؟!   = لا يُعذِّبه.
_لكنه عذّبني.                   = بل هذّبك.
_لكنني أتألم.                    = لتُؤجَر.
_ لكنني أحزن!                 = ستفرح.
_ ضاقت!                        = ستتسع.
_ ضعيفٌ أنا.                   = قويٌ هو.
_ أيُحبني!                       = يُحبك.
_أيُحبني ويُبكيني!           = ليُطهِّرك.
_ أيُحبني ويبتليني!         = ليُقرِّبك.
_ وماذا في القرب!           = نجاة.
_ أيُحبني!                       = يحبك.
 لو ما أحبك ما ابتلاك ليُقرِّبك.

فوائد الابتلاء:
في كتابه الرائع (طريق الهجرتين) يبين ابن القيم رحمه الله تعالى فوائد الابتلاء ويذكر عشرة فوائد لها فيقول:
أحدها: شهودُ جزائِها وثوابها.
 الثاني: شهودُ تكفيرها للسيئات ومَحْوِهَا لها.
 الثالث: شهودُ القَدَرِ السابق الجاري بها وأنها مقدَّرةٌ في أمِّ الكتاب قبل أن يُخْلَقَ؛ فلا بدَّ منها؛ فجزَعُه لا يزيده إلا بلاء.
 الرابع: شهودُه حقَّ الله عليه في تلك البلوى، وواجبَه فيها الصبر بلا خلاف بين الأمة، أو الصبر والرضا على أحد القولين؛ فهو مأمور بأداء حقِّ الله وعبوديته عليه في تلك البلوى؛ فلا بد له منه وإلا تضاعفت عليه.
 الخامس: شهود ترتّبها عليه بذنبه؛ كما قالَ الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى من الآية:30] فهذا عامٌّ في كل مصيبة دقيقةٍ وجليلة؛ فيشْغَلُه شهودَ هذا السببِ بالاستغفارِ الذي هو أعظمُ الأسباب في دفع تلك المصيبة؛ قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفع بلاء إلا بتوبة".
 السادس: أن يعلمَ أن الله قد ارتضاها له واختارها وقسَمَها، وأنَّ العبودية تقتضي رضاه بما رَضِيَ له به سيده ومولاه؛ فإن لم يوفِ قدْرَ المقَامِ حقَّه فهو لضَعْفِهِ؛ فلينزلْ إلى مقامِ الصبر عليها؛ فإن نزلَ عنه نزلَ إلى مقامِ الظلم وتعدِّي الحقّ.
السابع: أن يعلمَ أن هذه المصيبة هي داءِ نافع ساقَه إليه الطبيبُ العليم بمصلحته الرحيم به؛ فليصبرْ على تجرُّعِه ولا يتقيَّأه بتسخُّطِه وشكْوَاه فيذهبُ نفْعُه باطلًا.
 الثامن: أن يعلم أن في عُقْبَى هذا الدواء من الشفاء والعافية والصحة وزوال الألم ما لم تحصل بدونه؛ فإذا طالعتْ نفسُه كراهةَ هذا الدواءِ ومرارَتَه؛ فلينظرْ إلى عاقبته وحُسْنِ تأثيره، قال تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة من الآية:216].
 التاسع: أن يعلمَ أن المصيبةَ ما جاءَتْ لتهلِكَه وتقتُلَه، وإنما جاءت لِتَمْتَحِنَ صبْرَه وتبْتَلِيَه؛ فيتبيّن حينئذ هل يصلح لاستخدامه؟ وجعْلِه من أوليائه وحزبه أم لا؟ فإن ثبت اصطفاه واجتباه، وخلع عليه خِلَعَ الإكرام وألبسه ملابسَ الفضل، وجعل أولياءه وحزبه خدمًا له وعونًا له، وإن انقلب على وجهه ونكص على عقبيه طُرِدَ وصُفع قفاه وأُقِصي، وتضاعفت عليه المصيبة وهو لا يشعر في الحال بتضاعفها وزيادتها، ولكن سيعلمُ بعد ذلك بأنَّ المصيبةَ في حقِّه صارت مصائب، كما يعلمُ الصابرُ أنَّ المصيبةَ في حقِّهِ صارَتْ نِعَمًا عديدة.
 العاشر: أن يعلم أن الله يربّي عبدَه على السراء والضراء والنعمة والبلاء؛ فيستخرج منه عبوديَّته في جميع الأحوال؛ فإن العبدَ على الحقيقة من قام بعبودية الله على اختلاف الأحوال، وأما عبدُ السرَّاء والعافيةِ الذي يعبد الله على حرفٍ؛ فإن أصابه خير اطمأنَّ به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه؛ فليس من عبيده الذين اختارهم لعبوديته؛ فلا ريب أنَّ الإيمان الذي يثبتُ على محلِّ الابتلاء والعافية هو الإيمان النافع وقت الحاجة، وأما إيمان العافية فلا يكاد يصحب العبد ويبلغه منازل المؤمنين.


الكلمات المفتاحية

لماذا يبتليني الله؟ فوائد الابتلاء: نظرة المؤمن للابتلاء:

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled الابتلاء سنة كونية .. يبتلي الله تعالى من يحب من عباده ليقربه إليه.. والدنيا كلها دار ابتلاء قال ربنا: "هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذ