مرحبًا بك يا صديقي..
أقدر مشاعرك، وما تعانيه، وما أراه هو أنك من الممكن بالفعل أن تتغير، وأن هذا ليس مستحيلًا أبدًا.
في البداية من المهم أن تعرف أن معاناتك ربما يكون سببها حرمانك من ممارسة طفولتك، وقمع ذاتك الطفولية، وكذلك مرحلة المراهقة، فأنت لم تعش الانطلاق، والتلقائية، والمرح، والبراءة، والجرأة، والمغامرة، وأصبحت تركن إلى منطقة راحة "عجوز"، تنعزل فيها وتفضل المكث في البيت، إن هذا كله يا صديقي يسمى بالشيخوخة النفسية المبكرة، وهي تقعدك عن عيش مرحلتك التي تتطلب منك السعي، والاجتهاد، والعمل، وشق طريقك للمستقبل.
وما هذه الشيخوخة النفسية المبكرة إلا نوع من أنواع الحيل الدفاعية النفسية، حتى لا تتحمل المسئوليات المنوطة بمرحلتك العمرية الحالية كما ذكرت لك سابقًا، وهي بالطبه تساعدك على "الاختباء"، وتجنب كل شيء مزعج، أصدقاء، متاعب حياة، إلخ.
أنت لم تتحدث عن تاريخك مع عائلتك، طريقة تربيتك، ولكن ما تحكيه يشير لطريقة تربية جافة، تقليدية، مغلقة، محافظة.
التغيير ممكن بالطبع يا صديقي، لو امتلكت الارادة والعزم، غير ما تعودت عليه، واخلع عنك ما أصابك من نمط سلبك طفولتك، وعش ما استطعت سنك مع رفاق من نفس عمرك، وانطلق، واعمل، وألعب، وسافر، ومارس الأنشطة المفتوحة كالرحلات، واكسر روتين حياتك.
اهزم انطوائيتك، بكسر عاداتك السلبية المتعلقة بها، ولا بأس أن تبحث عن شخص ، متفهم، محب، يدعمك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.