أخبار

بناء مسجد أولى أم بناء بيت للأولاد؟

دراسة: فوائد طويلة الأمد للعلاقة بين الطفل والمعلم

التعرض للبرد الشديد لمدة 5 دقائق يوميًا يحسن النوم والمزاج

قصة النار التي أخبر النبي بظهورها

الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة

يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبين

هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟

"وكان أبوهما صالحًا".. قصة رؤيا عجيبة لوالد "الشيخ الحصري" قبل مولده.. كيف تحققت؟

كلما رأيت الخير.. أسرع الخطى إليه

لماذا لا نشعر ببركة الوقت وتمر أعمارنا سريعًا؟

بلغت الـ50 وأصبحت عانسًا بلا أمل .. أنا منهارة.. كيف أتصرف؟

بقلم | ناهد إمام | الثلاثاء 15 ديسمبر 2020 - 09:24 م


عمري 50 سنة، ولم أتزوج، لقد أصبحت عانسًا، هذه هي الحقيقة التي طالما هربت منها.

كانت العنوسة تخيفني بشدة، وكنت أحلم ككل فتاة بالزواج والأمومة، وتأسيس بيت، وأسرة، وحياة، وكنت أنظر بشفقة لطابور الفتيات العوانس وأنا مراهقة، وأتعوذ بالله من أن أصبح مثلهن، وها أنا ذا لحقت بهن!


أنا حزينة، ومكتئبة، وأشعر بالضياع والبؤس، والرغبة في الانعزال عن الناس فأغلبهم شامت أو فضولي،  وبدأت الأمراض تهاجمني، غدة درقية، قولون عصبي، التهاب في الأعصاب.


ما الحل؟



الرد:


مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر مشاعرك، وموقفك، وما تعانيه، ومعك ملايين من الفتيات.

نعم، فالعزوبية والبقاء "عزباء" يا صديقتي أصبحت "حالة اجتماعية" تتشارك فيها الملايين من الفتيات من مختلف الثقافات، والأديان، والطبقات، إلخ.

وهي حالة اجتماعية طبيعية، ليست شادة، ولا وصمة، ولا عيبًا، فالزواج ليس هدفًا وإنما وسيلة تحقق الكثير من الاحتياجات الفطرية الأساسية للمرأة (وللرجل) إلا أنه قد يتعذر الحصول على شريك مناسب، أو قد تحدث حالة من الزهد فيه أو رفضه، وعندها لابد م  إجراء تعديلات وتحويلات على خريطة الاحتياجات بحيث يتم إعادة التوزيع حتى تصل الفتاة إلى أقرب حالة ممكنة من التوازن والإشباع، وإدراك أن الحياة يمكن أن تعاش بطرق كثيرة، ويمكن أن يكون لها معان متعددة.


إن مأساتنا يا صديقتي في مجتمعاتنا العربية،  ليست في العنوسة -وإن كنت لا أحب هذا المسمى وأفضل تسميته بـ"العزوبية"-، وإنما في الرعاية "النفسية" لهذه الفتاة عندما تصبح في هذه الحالة الاجتماعية التي تضغطها بسبب تصورات المجتمع وتعاملاته معها.

فمن حق الفتاة العزباء على المجتمع أن يرفق بها ويحترم خياراتها، ولا يوجه لها اللوم، ولا يؤذيها بأي كلمة جارحة، وأن يساعدها على أن تكون حياتها ذات معنى، ويساعدها على تعويض الحرمان من الشريك بفتح آفاق واسعة للنجاح والمشاركة والتفاعل الصحي، وتسهيل إجراءات الزواج،  وتيسير كلفته ، وتبسيط خطواته.

وسواء عرف المجتمع هذه الحقوق وأداها أو لا، فأنت يا صديقتي مطالبة بالقيام بما يجب عليك تجاه نفسك وعايتها نفسيًا.

هل أنت قريبة من ذاتك، تعرفين خريطتها الخاصة من الاحتياجات، وتقومين بخطوات لإعادة توزيع هذه  الاحتياجات،  وتحقيق الإشباعات؟!

فالتصرف الصحي في مثل حالتك الاجتماعية هو فعل هذا، وهنا تختلف كل فتاة عن الأخرى، فهناك من توسع  شبكة العلاقات الاجتماعية الخاصة بها،  ومن تعمق علاقاتها العائلية غتندمج أكثر في العائلة، فتجد نفسها في رعاية أطفال الأخوات، والمرضى، وكبار السن في العائلة مثلًا، وأخريات يندمجن في العمل ويحاولن تحقيق إنجازات مهنية عالية، والبعض الآخر تتجه نحو العلم (الدنيوي أو الشرعي) ، أو الأعمال ذات الذائقة الفنية والأدبية، أو الاتجاه نحو العمل الخيري، أو ممارسة الرياضة،  المهم أن تعرفي أن للحياة طرائق كثيرة وأن آلاف الأبواب مفتوحة للتعبير عن الذات وإشباعها، وهذا هو المنقذ من السقوط في بئر الشعور بالضياع، والحزن، والاكتئاب، الذي عبرت عنه في رسالتك.

هذه المسارات يا صديقتي التي تشعرك أن للحياة معنى، ستجعلك أكثر قوة في مواجهة الحياة بدون رجل، ، وتجعلك أكثر مناعة ضد تلميحات،  وتصريحات،  المحيطين بك، وتعليقاتهن على عدم الزواج، ونظرات الشفقة أو الشماتة الصادرة من هنا أو هناك.


ودربي نفسك على تجاهل هذه التعليقات السخيفة ممن حولك، ولا تسمحي بنفاذها لطبقات نفسك الداخلية، وواجهي أحيانًا هؤلاء الأشخاص بلباقة وذكاء، لتوقفي كل شخص عند حده، ولا يكرر الايذاء، فهذا حق نفسك عليك، لن يفعله لها غيرك، وتفادي ما استطعت هؤلاء الأشخاص، والمواقف التي تعرض لأي أذى نفسي، واهتمي بتكوين وانشاء ورعاية علاقات، آمنة، شافية، صحية، ما استطعت.


هيا يا صديقتي، اغلقي صفحة الماضي، ولا تبك أبدًا على فرص زواج ضاعت، تعلمي طي الصفحات، واحترمي ظروفك وقتها ، والملابسات التي اتخذت فيها قرارتك الماضية ولا تقيميها، ولا تحكمي على نفسك، ولا تلوميها، وتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك" وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان".


هيا صديقتي، ابدأي صفحة جديدة، فمع اشراقة كل شمس تنفتح من أعمارنا صفحة، ومع غروبها تغلق صفحة، فعيشي حاضرك، هنا والآن، فلازال هناك متسع، وفرص، وحياة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.









الكلمات المفتاحية

عانس زواج مسارات حياة تعليقات رفض

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled عمري 49 سنة، ولم أتزوج، لقد أصبحت عانسًا، هذه هي الحقيقة التي طالما هربت منها.