مرحبًا بك يا صديقتي..
قاس للغاية ما اختبرته وما تعانيه الآن.
قست عليك الظروف، والأحداث، والابتلاءات، وها أنت تقسين على نفسك أيضًا، وكأنه لا يكفي نفسك ما حدث!
لقد خضت رحلة حياة قاسية لكنها مشرفة يا صديقتي، رحلة تقول أنك قوية، وطموحة، ومكافحة، وسيدة رائعة، سقطت كثيرًا وتوجعت لكنك قمت ونفضت عنك غبار السقوط، وتكملين حياتك بكل قوة وجسارة، كإنسان، وأنثى ، وأم.
11 عامًا من الكفاح، ليست أمرًا هينًا يا صديقتي، أم معيلة، تقوم بدور الأم والأب، ومريضة بمرض عضال، بالاضافة إلى أعباء العمل والدراسة، ورحلة علاج صعبة بالفعل كما ذكرت، ثم تعافي، وشفاء، لله درك يا صديقتي، لله درك.
لا أدري لم لا ترين "طاقة الحياة" التي تملؤك؟!
لم لا ترين صورتك كاملة في بروازها الأنيق الفخم هذا؟!
أتفهم تمامًا تحسسك، وخوفك من الانكسار، وهو حقك، واشباع احتياجك للزواج أيضًا حقك، لذا لست موافقة أبدًا على اختزال نفسك في الأمومة وفقط، من حقك هذا التفكير لو أن "كل" من يتقدم لك غير مناسب، ولكن ما هي المبررات المقبولة لرفضك عرسان مناسبين، قبلوا وضعك الصحي؟! ووضعك الاجتماعي كأم معيلة؟!
إن قبولك بكل هذه الأوضاع الشائكة، الحرجة يا صديقتي يدل على امتلاكك الكثير من الصفات، والسمات الشخصية الرائعة الجاذبة، فهل لا يستحق هذا منك التفكير والتقدير لنفسك والحب لها والاعجاب والاحترام بدلًا من الشعور بالنقص والخزي؟!
إن الشعور بـ"الاستحقاق" للحب، التقدير، الاحترام، الاهتمام، العطاء، القبول غير المشروط هو حق نفسك عليك، لو أصلحته سينصلح شعورك بنفسك.
تحرري يا صديقتي من المخاوف، والهواجس، ولا تغلقي بابك في وجه ونيس، مناسب، يقبلك بلا شروط، ويكمل معك وتكملين معه رحلة الحياة.
اختاري جيدًا، وتوكلي على الله، وتوقعي الخير، واقبلي أن الحياة تجارب، وخبرات، ليست فشل دائم، ولا نجاح دائم، لكنها بين هذا وذاك، ساعة وساعة، فقط افعلي ما عليك واتركي الغيب لله.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟