بالتأكيد لم يكن الهاتف المحمول موجودًا في عهد النبوة، لكن مع ذلك، وضع الإسلام آدابًا على كل مسلم أن يلتزم بها في استخدامه إياه.. وبالتأكيد قبل كل شيء على الإنسان عمومًا أن يعي أن (الموبايل) إنما هو وسيلة منفعة، تستخدم في الخير، وفي الاطمئنان على بعضنا البعض، وفي التواصل بين الناس، وليس في الإزعاج كما يفعل كثير من الناس للأسف، وخصوصًا الشباب.
الإسلام أحيا العلم، وعمد على ضرورة تعلمه، بل أن أول كلمة نزلت على قلب النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، كانت اقرأ، إذن هو مع العلم أينما كان، ولكن فيما ينفع البشرية، لا فيما يزعجهم،، لذا علينا ألا نستخدم هذه الآلة فيما يغضب الآخرين أو يزعجهم أبدًا، لأن ذلك ليس من آداب الإسلام في شيء.
إذن ماذا قال الإسلام في طرق استخدام التليفون المحمول (الموبايل)؟، الإسلام بالأساس حدد كل المهام في كيفية التوصل بين الناس، ومن ثم فهي تتماشى مع أي شيء مهما كان أو جاء جديد على الدنيا من علوم وآلات وغيرها، ومنها:
- ألا نستخدم الموبايل في معاكسة الناس، فقد منع الإسلام ذلك جملة وتفصيلا، بل حث على عدم رفع الصوت بلا داعٍ، قال تعالى: «اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ»
- عدم استخدام الموبايل في التجسس على الناس، قال تعالى: (ولا تجسسوا)
- عدم رفع صوت الموبايل في المسجد، فللصلاة حرمة
- أن تعذر الآخرين إن لم يرد عليك أحدهم، لعل به مسألة ما منعته عن الرد
- أن تحافظ على التواصل مع الناس ولو كل فترة للاطمئنان عليهم، فهذا من صلة الرحم لاشك
- لا يحبذ الثرثرة فيما لا يفيد.. فقد توعد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم الثرثارين.
- إياك أن تسجل لأحدهم إلا بإذنه، لأن ذلك يعد من الخوض في خصوصيات الناس، والإسلام يمنع ذلك تمامًا
- احذر أن تتحدث وأنت تقود السيارة، فالأمر جلل ولا يضرك وحدك، وإنما يهدد حياة الناس أيضًا، وقد قال الله تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (البقرة: 195).
- أيضًا هناك من يشغل أغاني بصوت مرتفع في المواصلات العامة، وهي أمور تؤذي الناس، فعلى الجميع الابتعاد عنها
- أيضًا من أهم الأمور التي تغضب البعض، هي أن ينشغل أحدهم بتليفونه المحمول، ولا يهتم بالناس، ولا بالرد عليهم، وهو أمر يمنعه الإسلام أيضًا، بل نادى بضرورة الاهتمام بما يقول الناس، ولا ننسى أن الله عز وجل عاتب نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، حينما لم يستمع للرجل الضرير، فقال له ربه عز وجل: «عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى