الاكتئاب مرض نفسي لا يرتبط بمستوى المعيشة، ولا مستوى التدين، ولا مستوى الأخلاق، ولا المستوى الاجتماعي، أو الثقافي.
فبحسب المختصين، هناك أنواع كثير من الاكتئاب، مثل الاكتئاب الوراثي غير مبرر السبب، وهذا لا يرتبط بظروف الفقر ولا الغنى، ومن المعروف أن أعلى معدلات الانتحار والاكتئاب الجسيم في العالم موجودة في السويد، حيث أعلى معدل لمستوى معيشة الفرد.وترى أيضًا العكس في مجتمعات، ودول، وطبقات، تعاني من الفقر، والبطالة، والتلوث بكافة أنواعه، والناس فيها لا تعاني من ارتفاع في نسب الاكتئاب أو الانتحار.
ولأن الأمر لا يمكن قياسه، وتعميمه، فهناك أشخاص يصابون بالاكتئاب التفاعلي، وصعوبات التكيف مع ظروفهم الاقتصادية المتدنية، وبعضهم يكون الفقر والعوز ، دافعًا للبحث عن الثراء، فتجده يقاوم، ويجد ويجتهد، لتغيير ظروفه الحياتية، وهذا ما ذكره الله عز وجل في سورة البلد حيث قال: "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، أي في مشقة وعناء.
لذا لا ينبغي أن نقارن غني أصابه بالاكتئاب بفقير لم يصبه، ولا نلوم شخصًا على اكتئابه أيًا كان مستواه المادي، أو الثقافي، أو الاجتماعي، أو الديني، فالاكتئاب قد يكون اضطرابًا عضويً، يصيب شخصا غنيًا ، ومثقفًا، ومتدينًا ، ولا حيلة له في علاج هذا الاضطراب، إلا باللجؤ للطبيب النفسي، ويأخذ العلاج المناسب حتى تمضي نوبة الاكتئاب بسلام وبأقل الخسائر المكنة.
الاكتئاب يا صديقي سرطان الروح، له آلام شديدة، مبرحة، لذا سماه العلماء بهذا الاسم، وهو قد يدفع للانتحار بالفعل في حال شدته.
اقرأ أيضا:
نصائح للتعامل مع الزوجة خلال فترة الحيض؟اقرأ أيضا:
أغبياء لكنهم بارعون في تسويق أنفسهم أمام الناس؟!